هذا التحريض السامّ على تكاثر العرب



بين فترة واخرى، وفي موجات وجرعات سامّة متلاحقة نسمع الى فحيح عنصريين مبني على سياسة عنصرية عن خطر تكاثر العرب، مرة في الجليل، واخرى في القدس المحتلة او في وادي عارة، او النقب والمدن المختلطة، او بشكل عام في البلاد، وطبعا هذا الخطر يشكل خطرا ومن الضرورات العنصرية مواجهته، بالتهويد وبروح وثيقة كيننغ والترحيل ومقايضة الناس بالارض مثل وادي عارة، هذا مع العلم التام ان العرب في هذه البلاد هم مواطنون في وطنهم، وهم سكان اصليون واصيلون في بلادهم، في وطنهم، في قراهم وفي مدنهم، وهم جزء هام من شعبهم العربي الفلسطيني والذي شرّد معظمه عن وطنه قسرا تحت السلاح والمجازر والارهاب، ومهما جرى من تشويه على هذه الحقيقة الغامرة، الا انها تبقى هي الحقيقة الثابتة والتي لا يمكن ان تتزعزع، وكل مخططات ومحاولات الالتفاف على هذه الحقيقة وتغييرها وطمسها باءت وستظل تبوء بالفشل، اكثر من ذلك فان الضربة التي تميتك تزيدك قوة، وكل المخططات العنصرية و"المالتوسية" تزيد العرب هنا اصرارا على البقاء والصمود ولا توجد قوة على الارض تستطيع ان تقتلعهم من وطنهم، ولا من انتمائهم، ولا تفت في عضدهم وهم يكافحون من اجل العيش الكريم سوية مع القوى الانسانية كلها في البلاد وخارجها، اكثر من ذلك فهم قوة سياسية هامة ولها وزنها النضالي من اجل الوصول الى السلام العادل والشامل وبضمنه حق اللاجئين العرب الفلسطينيين في العودة الى وطنهم، ويبدو كذلك انه من الصعب جدا تخفيف وتقليص التكاثر الطبيعي عند العرب، فهذا شأن خاص بكل فرد الى حد كبير، وهذا امر طبيعي جدا وغير مطروح للنقاش، وهذه طبيعة الحياة، وطبعا لا يجب الاستهانة ابدا بهذه التفوهات والممارسات العنصرية ولا بالمخططات السامة الحقيرة، وهذا التكاثر ليس موجها ضد احد، والاهم انه لا توجد سلطة عليه لا لاسرائيل ولا للامبريالية الامريكية، ولا لمجلس الامن ولا للجامعة العربية ولا للرباعية العربية، ان مجرد طرح خطر التكاثر ينضح بأحطّ واحقر الافكار، انه كومة قذرة من افكار سوداء تتناقض مع كل القيم الانسانية وقيم الحياة، وبمدى همجية وعنصرية هذا الطرح فانه سيظل يواجه بنفس الحدة والاصرار على افشاله التام، وطبعا الاجدر هو اتباع سياسة اخرى توصل الى السلام العادل والشامل والثابت، وتوصل الى المساواة القومية والمدنية، لكن يبدو انه من الصعب جدا "تعويد" النمر على اكل العشب والحشيش، ويبدو من الصعب على جوهر هذه السياسة العنصرية ان تكون غير ذلك، ومهما كان سيظل العرب في وطنهم الذي لا وطن لهم سواه، وهم احرار جدا في التكاثر والزيادة، وهذا الامر طبيعي جدا.
الجمعة 18/5/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع