ألاقتتال الفلسطيني انفلات المسؤولية



صمود هذا الشعب الفلسطيني أينما كان في مواجهة الاحتلال والحرمان والاستهداف والضغوط مترامية الاطراف والاهداف. هذا الصمود دليل قوة خارقة ومشرفة، خارقة لكل اطواق الحصار والخنق والعدوان، اما هذا الاقتتال الدامي فهو دليل ضعف، ومن المستبعد جدا جدا ان تكون دوافع الاقتتال طبقية وفكرية في هذه الظروف الشرسة القاسية، اذ يجب التفتيش عن اسباب اخرى يكمن بعضها في النهم والجشع الذاتي لسدة الحكم والمصالح الضيقة جدا وليس على اساس طبقي، والاقتتال ليس بين اغنياء وفقراء وبين مستغِلين ومستَغلين بهذا الشكل المباشر والمجرد، وجاء ليصب المحروقات الخطيرة على نار الاحتلال والاستيطان والحرمان والضغوط الدولية الهادفة الى تركيعه واخضاعه والتخلي التدرجي المثابر عن حقه العادل، لا توجد أية اسباب ابدا للتحاور عبر افواه وفوهات البنادق، هذا الامر مخجل ومقرف وفاسد ومرفوض.
ان عملية مقتل الحراس والمستهدف هي عملية لصوصية بالرغم من عنف وشراسة هذا التعبير، والذي يجب ان يكون مشطوبا من قاموس التعامل الفلسطيني حتى وان كانت هنالك خلافات في وجهات النظر، فبدل ان يجري التفرغ التام لصنع وحدة الصف والتعاطي مع هموم الناس في مواجهة البطالة والفقر واسباب العيش الاساسية، ومواجهة كل ضغوط واحابيل الاحتلال، ينشغلون بالقتل والخطف كما يفعل العدو المحتل، هذه ليست حياة تسر الصديق، وهذا الموت ليس موتا يغيظ العِدا، هذا الموت يسر العدو، خاصة ولا يمكن ابدا الا ان تكون له اضلاع واصابع في هذا الاقتتال وليس فقط بواسطة خلق الظروف، ظروف محاولة زرع اليأس والاحباط والانتظار الثقيل المرير واقفال الابواب في وجه كل فسحة امل. الحل يكمن في اتخاذ خطوات عملية جريئة وحاسمة لقطع دابر هذه الاعمال الطائشة وليس فقط في ترديد الكلام المنمق والمكرر، لقد عبر هذا الشعب سلسلة من التجارب الغنية في التنظيم والانضباط والتعامل المتبادل من منطلق رؤية وطنية هي قمة في المسؤولية والوعي.
قيل ان احدى النتائج لاقامة حكومة الوحدة يجب ان تكون وقف هذا الاقتتال واجتثاث المسببات، فما عدا مما بدا لهذه الموجات التصعيدية!! أي نجاح واي انتصار ولأية فئة في جندلة هذه الاعداد من القتلى والجرحى والمخطوفين!! هذه صفحات مسودّة سوداء في تاريخ هذا الشعب ومسيرته الطويلة الشاقة المضمّخة بآيات الوحدة والتآخي ومواقف الشرف والبطولة، هل هذه هدية لذكرى نكبة هذا الشعب!! وهل هذا جزء من البرنامج النضالي بمناسبة مرور اربعين عاما على احتلال حزيران سنة 1967!! فالمزيد المزيد من قوة الارادة واليقظة، والخطوات العملية السريعة والحالية والحاسمة، حتى تصبح كل هذه الاعمال الفاسدة في خبر كان.

الخميس 17/5/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع