كلمة <<الاتحاد>>
محاولة اغتيال سياسي

لا يمكن وضع محاولة الاعتداء الاجرامية على السكرتير العام للحزب الشيوعي الاسرائيلي النائب عصام مخول، إلا في النصاب الوحيد الصحيح. فهذه الخطوة الجبانة والخطيرة في آن واحد، هي محاولة اغتيال سياسي بالغة الخطورة تاتي في ظروف يستشرس فيها التحريض على الجماهير العربية وقيادتها، وتصعّد حكومة الموت الاسرائيلية فيها عدوانها الدموي المفتوح على الشعب الفلسطيني.

وكما أكد النائب مخول، فمحاولة الاغتيال التي أراد مقترفوها أن يكون هو عنوانها، هي جريمة موجهة الى الجماهير العربية وقيادتها برمّتها. ونحن نرى ونؤكد معه أنها خطوة فاشية تعبر عن تصعيد دموي نوعي في العداء لجماهيرنا ولدعمها نضال شعبها الفلسطيني في معركته العادلة.

فالمسلسل طويل وخطير. لم يبدأ اليوم بل إنه يستشرس بفاشية خطيرة في ظل استشراس الاحتلال وأجهزته السياسية والعسكرية والاستيطانية وغيرها. فلم ولن ننسى الدعوات لاسقاط الشرعية عن جماهيرنا في السنوات الأخيرة. لم ننس مسلسل جرائم اكتوبر 2000. لم ننسَ سموم التحريض البشع الناضح من منابر وأشداق يمينية فاشية بعضها يجلس اليوم في سدّة الحكم. ولم ننسَ أن دعاة ومنفذي اغتيال رئيس الحكومة الأسبق يتسحاق رابين أطلقوا، قبل اطلاق الرصاصات القاتلة الثلاث عليه، حملة هدر دماء كان في مركز مسوغاتها استناد حكومة رابين على دعم خارجي من ممثلي الجماهير العربية. وإذا كان البعض نسي فها نحن نذكّر!

إن هذه الجريمة النكراء توجب الجماهير العربية وحلفاءها من القوى السلامية الحقيقية رفع الصوت والموقف، وشد الهمم لقطع دابر هذا النهج الفاشي المستشري وحماية الفتات الدمقراطي الذي تسحقه سياسة العسكرة والبلطجة تحت مجنزراتها يوميًا. وعلى من يعتبر نفسه معارضة في الجهاز السياسي في اسرائيل أن يقوم فورًا للتحرك.. فعجبًا، هل غاب عن ذاكرتهم الاغتيال السياسي قبل أقل من عقد؟!

نحن لم ولن ننسى. بل نؤكد أن هذه الجماهير وقيادتها التاريخية قادرة على حماية نفسها ووجودها وكرامتها. وإذا كان سلاحنا الدائم هو الكفاح السياسي المسؤول فإننا اليوم أحوج اليه من أي وقت مضى. لذلك، فحين نطلق صرخة "أنا أتهم"، تقف أمامنا العديد من العناوين المتهمة: قوى اليمين الفاشي التي تنمو على أطراف مستنقع الاحتلال والاستيطان، جهاز اليمين الاستيطاني الذي تمتد أذرعه القذرة الى مساحات جديدة تلوثها، وسياسة حكومية عدوانية تؤجج الكراهية والبغضاء والعنف عبر انغلاقها السياسي وجنونها العسكري الأعمى.

وكما في كل مرة فإن الخط السياسي الكفاحي المثابر العنيد والمسؤول الذي يمثله مخول ورفاقه ورفيقاته، يعرف من من أين تؤكل الكتف. فهو السدّ المنيع أمس واليوم وغدًا أمام كل من تسوّل له عنصريته النيل من هذه الجماهير الغالية بأبنائها وقيادتها. وكما تعلمنا فسنعلّم الجميع: إن الضربة التي لا تميتك تزيدك قوة!
وأبدا على العهد والدرب، وستُشل كل أيدي المعتدين مهما تطاولت!

(الاتحاد)
الاحد 26/ 10/ 2003


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع