على خلفية تدني تحصيل الطلاب العرب في فهم المقروء والرياضيات في الاستطلاع الدولي
النائب بركة: المشكلة هي نتاج سياسة التمييز الحكومية وتدخل الشاباك في جهاز التعليم العربي

عقدت لجنة المعارف البرلمانية جلسة خاصة حول نتائج الاستطلاع الدولي ( بيزا )، بشأن تحصيل طلاب الصف العاشر في اسرائيل قياسا الى تحصيل الطلاب ابناء نفس الجيل في حوالي اربعين دولة اخرى في العالم.

وقد تمحور الاستطلاع حول التحصيل في مجالين: فهم المقروء والرياضيات، وكانت لجنة المعارف قد خصصت عدة جلسات لجوانب مختلفة شملها هذا الاستطلاع، حيث تمحورت الجلسة الاخيرة حول المقارنة بين تحصيل الطلاب في اسرائيل في قطاعات مختلفة: جهاز التعليم الرسمي في الوسط اليهودي وجهاز التعليم الرسمي الديني جهاز التعليم الحرادي ( الديني اليهودي الاورثوذكسي) وجهاز التعليم العربي.

وتبين وفق هذا الاستطلاع ان التحصيل في المدارس العربية هو الاكثر تدنيا بين القطاعات المختلفة في اسرائيل التي احتلت المكان الحادي والثلاثين من بين أربعين دولة بينما تبين ان موقع الوسط العربي في اسرائيل لوحده في المكان الاخير في هذا الاستطلاع.

وفي كلمته امام اللجنة هاجم عضو الكنيست محمد بركة بشدة حكومات اسرائيل المتعاقبة على اهمالها لجهاز التعليم عموما وجهاز التعليم العربي خصوصا.
وقال بركة ان التحصيل في المواضيع المختلفة بما في ذلك المواضيع العلمية يتأثر من مستوى الطالب العربي في فهم المقروء، ولذلك لا يعقل ان يتقدم الطالب العربي للبجروت على اساس ثلاث وحدات في لغته الام اللغة العربية، وان هناك ضرورة لوضع شرط للحصول على شهادة البجروت بان يتعلم الطالب على الاقل 4 وحدات في لغته الام.

واكد بركة ان سبب مستوى التحصيل المنخفض في المدارس العربية ليس مستوى الطلاب وقدراتهم الذهنية وليس مستوى المعلم العربي وقدراته التربوية، انما يعود ذلك الى اهمال وتمييز بنيوي تمارسه وزارة المعارف والحكومة، فلا يعقل ان يتقدم جهاز التعليم العربي في الوقت الذي يتدخل جهاز المخابرات العام ( الشاباك) في التعيينات والفصل في جهاز التعليم العربي.

واشار بركة الى انه حسب الاستطلاع نفسه فان التعليم الذاتي للطلاب العرب هو الاعلى في اسرائيل وان الالتزام بحضور الطلاب العرب للدروس هو الاعلى في اسرائيل مما يؤكد ان المشكلة في الجهاز وليس في الطلاب والمعلمين.

الى جانب ذلك اكد بركة ان وضع التعليم العربي لا ينبع عن خلل ما وانما هو نتيجة لسياسة مقررة تمارس التمييز في ميزانيات التعليم العربي وفي مناهج التعليم وفي البنى التحتية مثل ابنية المدارس والمرافق التربوية الاخرى والتعليم غير المنهجي وغير ذلك.
ودعا بركة الى اتخاذ موقف موحد لجميع اعضاء لجنة المعارف ضد التقليصات المزمع اجراؤها في ميزانية التعليم في اطار ميزانية الدولة للعام 2004، لان ذلك سيؤدي الى تدهور التحصيل العلمي للطلاب في اسرائيل الى مراتب اكثر تدنيا.

وفي معرض نقاشه قال البروفيسور يعقوب كاتس، رئيس السكرتارية التربوية في وزارة المعارف، ان الوزارة على استعداد لتلبية المطلب بجعل الحد الادنى للتقدم الى البجروت 4 وحدات تعليمية في لغة الام، كما اعترف بالاوضاع المزرية لجهاز التعليم العربي وان وزارة المعارف ستحاول معالجة الموضوع !!!

ويذكر ان الاستطلاع المذكور قد حدد معدل التحصيل في فهم المقروء والرياضيات على 500 نقطة، حيث تبين ان معدل تحصيل الطلاب في اسرائيل في فهم المقروء يصل الى 452 نقطة ويصل تحصيل الطلاب اليهود الى 465 نقطة بينما تحصيل الطلاب العرب يصل الى 378 نقطة.
كما تبين ان معدل تحصيل الطلاب في اسرائيل في موضوع الرياضيات يصل الى 433 نقطة ويصل تحصيل الطلاب اليهود الى 449 نقطة بينما يصل تحصيل الطلاب العرب الى 344 نقطة من المعدل ( 500 نقطة ).
الخميس 23/10/2003


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع