كلمة <<الاتحاد>> :
على عاتق اسرائيل!

مجزرة جيش الاحتلال البشعة في قطاع غزة المحتل تدلّ مجددًا أنه لا يوجد لدى هذه الحكومة من مهرب سوى سفك الدماء. والرهيب في الأمر أن هذا القتل الذي ينفّذ بهوس وبآخر التقنيات العسكرية الحديثة عبر صواريخ من الطائرات، بات الوسيلة الفورية لدى حكومة المجرمين لإنقاذها من الأزمات التي تراكمها على المجتمع (وتتراكم عليها)، سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا.

فمن غير الممكن رؤية هذا التصعيد المجزري الدموي الذي تُقصف خلاله بيوت وأحياء المدنيين، بمعزل عن رفض شارون وحكومته لكل مقترح على طريق التسوية السياسية. ففي حين تؤكد "تفاهمات جنيف"، خلافًا للأكاذيب الرسمية، أن هناك شريكًا فلسطينيًا، وفي وقت تعبّر فيه نسبة عالية نسبيًا من الرأي العام الاسرائيلي عن تأييدها للتفاهمات - تسارع حكومة الموت والدماء الاسرائيلية الى الهرب للأمام واشعال الأوضاع عبر اقتراف جرائم قتل جماعية بدم بارد في مخيم النصيرات.

لقد أكدنا ونؤكد أن الانظمة الفاشية تسارع الى إشعال نيران الحرب حين تتفاقم أزماتها. ونحن نقف اليوم أمام حكومة من الفاشيين الذين يجب أن يحاكموا على جرائمهم القذرة بحق الشعب الفلسطيني وبحق الاسرائيليين المدنيين أيضًا. ومع ذلك فلا يمكن إخفاء الطريق المسدود الذي وصلته هذه الحكومة.. بمفهوم ما فإنها دخلت طريق اللاعودة السابق للانهيار.
مع ذلك، ولوضع الأمور في نصابها، يجب التأكيد أن ايامها ستظل طويلة ومثقلة بالدماء المسفوكة والبطش على اختلافه، طالما لم تخرج قوى مختلفة في المجتمع الاسرائيلي لتقول كلمتها. نحن لا نلوم المجتمعات والشعوب بالطبع، ولكن من غير الممكن الخروج من دائرة القتل الجماعي والانتقامات العمياء، طالما ظل المجتمع الاسرائيلي يسمح لحكّامه بمواصلة جرائمهم المجزرية. ونقولها بوضوح: مع كل رفضنا وإدانتنا للانتقام من ممارسات الاحتلال عبر ضرب المدنيين الاسرائيليين، فإن هذا الجنون العسكري الاسرائيلي لا يمكن أن يجر سوى عمليات مسلّحة قد تطال اسرائيليين مدنيين. وفي هذه الحالة لن يتحمل المسؤولية سوى اسرائيل الرسمية أولا. فشارون وعصابته لا يهمهم الفلسطيني المدني، ولا الاسرائيلي أيضًا. هؤلاء هم أسرى نزعات الاستيطان والضم الاجرامي للارض المحتلّة بالقوة.

الى جانب هذا لا بد من الاشارة الى أن ما يسمى بالمعارضة في اسرائيل تتحمل مسؤولية غير قليلة، فقد صمتت طويلا حتى الأمس القريب واليوم لا يزال صوتها خافتًا. التصريحات غير كافية، بل يجب إشعال لهيب المعارضة السياسية في الشارع.

أخيرًا، إن مسؤولية ما يحدث وما سيترتب عليه، تقع على عاتق وضمير المجتمع الاسرائيلي. ولا يوجد أمامه سوى إسقاط حكومة الدم والدمار والحرب هذه. لأنه خلاف ذلك سيتواصل القتل، ولن ينجو أبناؤه منه. فالعنف في غزة لن يولّد هدوءا في العمق الاسرائيلي. العنف لن ينتج سوى العنف.

(الاتحاد)


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع