ثـقـافــة الـعـنــف وسـيـاسـة الـعـنــف



الجريمة التي ارتكبت في فرجينيا- الجامعة- في الولايات المتحدة الامريكية هي مروّعة، وليست المرة الاولى التي يذهب ضحيتها طلاب مدارس وجامعات، لكن هذه الاخيرة كانت الابشع والاقسى، وتعاطت وسائل الاعلام الامريكية والعالمية مع هذا الحدث بأشكال مختلفة من حيث التربة التي تنبت مثل هذه الاعمال وكل مظاهر وثقافة العنف، واكثر من مصدر وجه اصبع الاتهام الى ثقافة العنف التي تنشرها افلام هوليوود.
لكن العنف ارتبط ويجب ان يرتبط بمجمل السياسة الامريكية، والذي يتصاعد في الفترة الاخيرة، صحيح ان له اساسا قديما منذ حرب الابادة ضد الهنود الحمر سكان البلاد الاصليين وافلام رعاة البقر والتمييز العنصري ضد الملونين، والقاء القنبلتين الذريتين على هيروشيما وناغازاكي وجرائم الامبريالي في الفيتنام وكوريا الى تصعيد هذه الجرائم اليوم وكل ذلك مقرون الى حد كبير بجوهر النظام الاستغلالي وسياسة الهيمنة الامبريالية، ومن يحسب ان امريكا هي مثال العالم الحر والدمقراطية كما تدلي وسائل اعلامها فهو مخطئ خطأ ذريعا، الولايات المتحدة عنوان الاستغلال، وعنوان الاضطهاد والهيمنة والعولمة وتلوث البيئة وسباق التسلح وتأييد كل القوى المغرقة في الرجعية والعنصرية في العالم، وكم من مشاريع رجعية خطيرة ارتبطت باسماء زعماء الولايات المتحدة من ويلسون ومكارثي وايزنهاور الى جورج بوش اليوم، اية ثقافة كانت زمن الحرب الاجرامية على الفيتنام، وحصار كوبا الاشتراكية والحرب الاجرامية على العراق وافغانستان ولبنان، وفلسطين! العيب في سياسة العنف، فسياسة العنف لها نتائج مثل ثقافة العنف والتي هي النتيجة والسبب معا، النظام الامريكي صديق وداعم للاحتلال الاسرائيلي، ولنظام بينوشيت في تشيلي ولنظام الابرتهايد في جنوب افريقيا ولفرموذا وتايوان وللنظم في كوريا الجنوبية والفيتنام الجنوبية سابقا، ولكل ما هو ومن هو رجعي، امريكا تصرف على التسلح خمس مئة مليار دولار وليس من اجل تحرر الشعوب بل من اجل استعباد الشعوب، هنالك نظم رأسمالية لكنها اقل خطرا بكثير من الولايات المتحدة الامريكية، ان نمط العنف وثقافة العنف اصبح مرتبطا بالولايات المتحدة يظهر ذلك في الممارسة وفي الاعلام وفي الافلام، ولذلك ليس غريبا ابدا ان تحدث مثل هذه الجرائم مع هذا الكم الهائل من السلاح في ايدي الناس، وستكون لهذا الواقع ابعاد اكثر خطورة في المستقبل اذا ظل هذا الواقع هو السائد، وعلينا وعلى كل الشعوب ان ترفض هذا النمط الامريكي وان تحصن نفسها من هذه الشرور وفي كافة المجالات.
الخميس 19/4/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع