<<من فمك ادينك يا اسرائيل>>:
شمعون بيرس: ((الشعب الفلسطيني يناضل من اجل حريته))

*النائب مخّول: هذا التصريح يحمّل حكومة شارون مسؤولية انعدام السلام، واعتراف رسمي بهزيمة الخيار العسكري*

افتتحت الكنيست، امس الاثنين، دورتها الشتوية، بخطاب سياسي ألقاه رئيس الحكومة اريئيل شارون، خلافًا لما هو متبع في افتتاح دورات الكنيست الاحتفالية. وشهدت الجلسة نقاشا صاخبًا، وقد قاطع اعضاء الكنيست خاصة من كتل المعارضة، شارون عدة مرات في خطابه، لدرجة ان رئيس الجلسة، النائب الليكودي رؤوبين ريبلين، اخرج النائب الجبهوي عصام مخّول من الجلسة والنائب يسرائيل ايخلر، من "يهدوت هتوراه"، وقد صرخ اعضاء الكتل الدينية في وجه شارون: "انت لص وسارق"!

وافتتح شارون خطابه بشن هجوم أرعن وتحريض على الفلسطينيين، ومما قاله: "خسارة انه يوجد في العالم وفي اسرائيل من هو مستعد لمساعدة الفلسطينيين من اجل التحرر من التزاماتهم لمكافحة الارهاب. وذلك من خلال طرح مبادرات بديلة، دون ان يتخذوا ولو خطوة لمكافحة الارهاب"!!
واكد شارون "ان الجيش سيواصل اعماله في كل مكان وان الحكومة قررت التعجيل في بناء الجدار الفاصل بهدف منع تسلل المخربين"!
وألقى النائب شمعون بيرس، رئيس كتلة حزب العمل، كلمة انتقد فيها اريئيل شارون لأنه ضيّع فرصة ذهبية لإنجاز السلام، متناسيا ما ضيّعه هو بنفسه (اي بيرس) من فرص للسلام، وقال بيرس: "ان الشعب الفلسطيني يناضل من اجل حريته. والاوضاع في المناطق الفلسطينية تتدهور ولا يمكن في وضع كهذا صنع السلام وهناك من يجب التفاوض معه وهذا الشريك موجود".وهاجم بيرس إرسال الجنود لحراسة المستوطنات ومنها "نتسريم"، على الرغم من انه حين كان رئيسا للحكومة ووزيرا في حكومة شارون لم يسع لمنع ارسل جنود الى المستوطنات.

وقال النائب عصام مخّول، كتلة الجبهة الديمقراطية والعربية للتغيير، لـ"الاتحاد" تعقيبًا على تأكيد شمعون بيرس، ان الشعب الفلسطيني يناضل من اجل حريته: "ان ما صرح به بيرس، سيبقى احد الملامح الأساسية لهذه الدورة التي صرح فيها بيرس بانه لا يمكن للحكومة ان تنتصر على الشعب الفلسطيني، كونه يحارب من اجل حريته وتحرره، وهذا الموقف حمّل حكومة شارون المسؤولية عن استمرار نزيف الدماء، وهو موقف جديد ونقطة انعطاف في الخطاب السياسي المعارض في اسرائيل، والاعتراف بشرعية معركة الشعب الفلسطيني للتحرر هو بمثابة مرحلة جديدة في هذا الخطاب.

وقال مخول: في تقديري ان ما نشعر به هذه الايام من قناعة التحرك تحت السطح في المجتمع هو تيار يجرف حتى شمعون بيرس ليقول كلامًا واضحًا وقاطعًا عن شرعية مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال. وهذا في اعتقادي هو الاعلان الرسمي من قبل المعارضة بما فيها حزب العمل، بان الخيار العسكري قد سقط وان هذه الحكومة التي لم تَعد بشيء الا بمواصلة شلال الدم ستضطر الى مواجهة معركة هامة، في صلبها مطلب إسقاطها مع خياراتها العسكرية. ولقد قال بيرس انه يوجد شريك للتفاوض معه من اجل الحل السياسي، ونحن كحزب شيوعي لا نعتمد فقط على الخطاب، ونؤكد ان المرحلة تتطلب تصعيد المعركة اليهودية العربية للتحرك ليس فقط برلمانيًا انما ميدانيًا لإسقاط حكومة الكوارث.
الثلاثاء 21/ 10/ 2003


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع