تقرر ان تجري لقاءات دورية مرة في الاسبوعين بين الرئيس الفلسطيني ورئيس حكومة اسرائيل، وهذه لقاءات مكثفة فعلا، والخوف ان تظل هذه اللقاءات دون نتيجة.
في اللقاءات لا تطرح القضايا الجوهرية مثل الانسحاب والحدود واقامة الدولة والمستوطنات واللاجئين والقدس، اذا على ماذا يجري الحديث!؟
هل منعت وتمنع هذه اللقاءات ممارسات قوات الاحتلال في الضفة والقطاع!! هل اوقفت سفك الدم الفلسطيني!! هل اوقفت الموجات المستمرة للملاحقات والاعتقالات!! هل تأثر جدار الفصل العنصري بذلك! هل تحررت الاموال الفلسطينية التي تحتجزها اسرائيل معاقبة لهذا الشعب!! لم يتحقق شيء من ذلك بل العكس، فالاحتلال يزداد صلفا وتعنتا، ويتعمق افقار هذا الشعب حتى اصبحت حياته لا تطاق، وبدل ان تبدأ اسرائيل الاحتلال بتلبية المطالب اليومية الحياتية لهذا الشعب، ناهيك عن الثوابت الاساسية، نرى اسرائيل تكثر من مطالبها هي!! فأي منطق في هذا!! ان هذه اللقاءات تعود بالفائدة فقط على اسرائيل واحتلالها وكأن هنالك مسيرة مستمرة في طريق الحل مع ان هذا الامر غير موجود.
فهنالك خطأ في الخلط بين الطرفين في المسؤولية، هنالك طرف يحتل ويقتل ويصادر ويسجن ويحرم ويتنكر وهو اسرائيل، وهنالك طرف ضحية وهو الجانب الفلسطيني، ويستطيع اولمرت ان يقف موقفا مزدوجا، ففي وجه اليمين الاشد تطرفا هو لم يتنازل عن شيء ويقوم بشكليات هامشية تساعد السيد الامريكي المتورط في العراق وكأن القضية الفلسطينية في تقدم مستمر وليست مكانك عُد، ويستطيع ان يرد على بعض القوى الاخرى داخل اسرائيل وخارجها خاصة في منطقة الشرق الاوسط واوساط الاتحاد الاوروبي ان اولمرت كممثل للجانب الاسرائيلي مستعد للتفاوض من اجل الوصول الى سلام ما، ولذلك اذا استمرت هذه اللقاءات بهذه الوتيرة وبلا هدف تصبح طحن ماء وجعجعة بلا طحن، وليس غريبا ان يطالب البعض من قيادة الشعب الفلسطيني بايقاف هذه اللقاءات، المطلوب هو ان تكون هذه اللقاءات الدورية ذات مضمون وذات هدف من اجل الوصول الى السلام العادل، ورفع المعاناة القاسية عن الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال منذ اربعين سنة، والكرة في الملعب الاسرائيلي فقط، ولمصلحة الطرفين.