تقسيم المقاومة على اساس مذهبي يخدم المحتل في النهاية
الوطنية والمذهبية في المقاومة العراقية



كل المناضلين من اجل السلام وكل محبي السلام والمعادين للاحتلال العدواني والغزو يؤيدون مقاومة الاحتلال الامريكي في العراق، فالمقاومة حق وواجب وحاجة، وهي من ارقى المواقف الوطنية. والمقاومة يجب ان تعرف العدو وتحدده وتعمل كل ما هو ممكن وضروري لئلا يصاب ابرياء، وقد اعطت المقاومة والثورة الفيتنامية مثلا رائعا في ذلك واستقطبت تقدير البشرية الخيّرة بسبب هذا الموقف البطولي والشجاع والمسؤول.
الامر يختلف في العراق، والسبب الاساسي ان نقاط الانطلاق لمختلف القوى التي تضع نفسها في خانة المقاومة مختلفة، ان تقسيم المقاومة على اساس مذهبي امر مرفوض ويخدم المحتل في النهاية وليس فقط في النهاية، استمعنا الى الناطق الرسمي باسم جيش الاسلام السنّي والذي يرى ان دور ايران في العراق اخطر من الدور الامريكي، وطبعا قصد بايران الشيعة. لقد عملت امريكا وبريطانيا على خلق هذا الوضع منذ البداية ضد مصلحة الشعب العراقي، والوقوع في هذا الشرك وهذه المصيدة امر خطير جدا، لا ندافع عن الدور الايراني في العراق، لكننا نعرف ان الذي احتل ويحتل ويدمر العراق هو الولايات المتحدة الامريكية، وقوة المقاومة في وطنيتها وليس في مذهبيتها، في العراق غالبية الضحايا من الابرياء، من عامة الناس، سنّة كانوا ام شيعة، فكلهم عراقيون وكلهم مستهدفون هم وغيرهم من كافة الانتماءات القومية والطائفية والمذهبية، ولذلك هذا التأكيد على الانتماء المذهبي، وهذا الاستهداف وهذا الاقتتال مرفوض كليا، وفي نفس الوقت لا يمكن مقارنة الدور الايراني مهما كان هذا الدور بالدور الامريكي الاجرامي، فهو الغازي وهو المحتل ضمن مخطط منطقي وعالمي، هذا الناطق الرسمي ينكر جملة وتفصيلا مثلا أي دور للشيعة في المقاومة، وقد تجد داعية شيعيا يقول العكس، هذه ثغرة خطيرة وحفرة مميتة حفرها الاحتلال الامريكي الواقع في ورطة دموية في العراق، فلو كانت كل قوى المقاومة تنطلق من الدافع الوطني – بكل طوائفه ومذاهبه، ومن اجل وطن الجميع لكانت ورطة امريكا اشد واعمق، ولكانت هذه الخسائر اكبر، وهذا يقرّب يوم التحرير والتحرر. ولذلك فالخطاب السياسي يجب ان يكون نسيجه العام وطنيا ووحدويا، وهذا هو الامتحان الهام والصعب امام المقاومة العراقية، وهنالك امثلة حية اليوم في فلسطين ولبنان، مع ان اعداء لبنان في الخارج والداخل يحاولون جاهدين دمغ المقاومة بالمذهبية خدمة مباشرة للذين خطّطوا ويخطّطون لسلب حرية لبنان ووحدته واستقلاله، هذا الخطر قائم في العراق ويجب التصدي له بروح الوطنية وبكل مسؤولية.
الجمعة 13/4/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع