بأي حق يسجن هذا الجمهور الأبيّ الواسع من قبل ابشع احتلال!! واية جرائم لم يرتكبها هذا الاحتلال منذ ما يقارب الاربعين سنة!! الاحتلال نفسه هو الجريمة الكبرى، وهذه الجريمة لها تفاصيل ونماذج قد تكون طالت كل بيت وكل فرد، وقد يكون افظع ما في هذه الجريمة هو القتل حتى صارت نسبة الشهداء الفلسطينيين من اعلى النسب ليس فقط في الضفة والقطاع بل في لبنان ايضا، خاصة في اجتياح 1982، ومن هذه النماذج المصادرة والاستيطان حتى تشردقت الارض الفلسطينية وشوهتها وضربت تواصلها وامتدادها المستوطنات العنصرية، ومن هذه النماذج جدار الفصل العنصري، والهدم والخطف خاصة بواسطة المستعربين، قتل من الجو والبر والبحر بواسطة احدث الاسلحة ومنها الامريكية التي تصيب "المطلوبين" وغير المطلوبين، ومن هذه النماذج السجن، فكم من سجينة وسجين ومن مختلف الاجيال دخلت وخرجت من سجون الاحتلال او دخلت ولم تخرج، وفي اية ظروف!! فاذا كانت الجرائم المرئية بهذا الحجم، فكيف تكون الجرائم في اقبية السجون على يد اجهزة القمع والتعذيب المسماة اجهزة الامن!! ولا تزال اسرائيل جزءا لا يتجزأ من العالم الحر، ومن عائلة الدمقراطيات في العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية التي نرى حريتها في العراق وفي فلسطين ولبنان والصومال وافغانستان وفي العديد من بقاع العالم، هل كان على بنات وابناء الشعب الفلسطيني ان يقفوا متفرجين ومسبحين بحمد وعدالة الاحتلال وهو يقتل ويدمر ويصادر ويعتقل ويُفقر ويحرم هذا الشعب الجبار من ابسط الحقوق وأسس الحياة!! هل الاحتلال وموبقاته استطاع ان يثني هذا الشعب الحي عن ارادته الجبارة وتطلعه الى الحرية والتحرر!! ان اضراب السجناء بألوفهم المؤلفة يجب ان يكون وخزة لكل ضمير من اجل ادانة ورفض الاحتلال وجرائمه، والمطالبة باطلاق سراح السجناء وكذلك تلبية مطالبهم اليومية، لا يمكن ان يظل الصمت ضاربا اطنابه، وآلة البطش والتعذيب الاحتلالية الاسرائيلية تعيث في اجرامها وتصعّد هذا الاجرام ضد سجناء وسجينات الحرية والقضية، فتحية لكل مقاومي الاحتلال أينما كانوا في فلسطين ولبنان والعراق وافغانستان، وكم هو صادق الشعر والشعار والموقف القائل:

فلا بد لليل ان ينجلي
          ولا بد للقيد ان ينكسر