من دُرر السياسة الامريكية:
صداقة تاريخية مع دول الخليج وضمان تفوّق اسرائيل العسكري!!



في هذا الوقت بالذات، ومع مرور اربعة اعوام على احتلال العراق، وعرقلة اسرائيل لصفقة سلاح امريكية للمملكة العربية السعودية، وبُعيد انعقاد مؤتمر القمة العربية، والتهديدات الاسرائيلية للبنان وسوريا، عادت الولايات المتحدة الامريكية لاعلان موقفها الواضح: ضمان امن اسرائيل وتفوقها العسكري في منطقة الشرق الاوسط، والمحافظة على العلاقات التاريخية مع دول الخليج!! هكذا تكون الموازنات والمقارنات!! وما هي العلاقات التاريخية بين امريكا ودول الخليج!! نهب الثروة النفطية الهائلة، في بقعة من اغزر مصادر الطاقة النفطية، فلماذا يجب المس بهذه الصداقة التاريخية!! بالعكس يجب تعزيزها!! والمعْلم الثاني من معالم هذه الصداقة يتمثل بالقواعد العسكرية الامريكية في منطقة الخليج والموجهة ضد كل ما هو ومن هو تقدمي في هذه البقاع؟ فلماذا فصم عرى هذه الصداقة التاريخية!! وكلمة تاريخية لها تاريخ طويل منذ مكافحة الاتحاد السوفييتي قبل ان ينهار، فالصداقة فعلا تاريخية وعريقة!!
والمعْلم الثالث هو في بيع السلاح الامريكي العتيق والكاسد لهذه الدول وبمبالغ طائلة جدا، وهذا مصدر قوة للخزانة الامريكية، فكيف لا يجب المحافظة على هذه الصداقة!!
اما ضمان تفوق اسرائيل العسكري فهو امر آخر، فالتفوق الاسرائيلي يجب ان يكون على كل بلاد العرب مجتمعة، ففي الشرق الاوسط يجب ان تكون اسرائيل هي القوة العسكرية القوية الوحيدة، وهذه احد اسباب حرب العراق وايران واحد اسباب غزو العراق والعدوان على لبنان، وتهديد ايران، وهذا التفوق ليس دفاعا عن النفس، بل دفاعا عن سياسة الحرب والاحتلال، ودفاعا عن الهيمنة الامريكية، ودفاعا عن الاستغلال والعولمة والنظام العالمي الجديد.
على الاقل لو تطالب الحكومات العربية الصديقة للامبريالية الامريكية مساواتها باسرائيل من حيث المساعدات الامريكية حتى في مجال التسلح، هناك تأخذ وهنا تعطي بسخاء فكيف تقبل النظم العربية هذا الاضطهاد وهذا التمييز!! واذا كانت نظرية ان توازن القوى يمنع الحروب فلماذا لا يكون توازن قوى في المنطقة، مع اننا ضد التسلح ومن اجل تجريد المنطقة والعالم من السلاح، خاصة السلاح الفتاك!! فمتى تقول الشعوب كلمتها الرافضة لهذه السياسة الامريكية الخطيرة والمدمرة والتي قد تصيب في النهاية الشعب الاسرائيلي ايضا!!
الأربعاء 11/4/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع