تغيّر في وجهات النظر الامريكية تجاه سوريا



ليست هنالك فروق كبيرة جدا وجوهرية جدا بين الدمقراطيين والجمهوريين في الولايات المتحدة، لكن اذا اخذنا بعين الاعتبار ان الرئيس جورج بوش هو سبّاق الى الاسوأ والاخطر في قضايا الحرب والسلم فهنالك اهمية لكل فرق مهما كان متواضعا، فهذه الزعيمة الدمقراطية الامريكية نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب تقوم بزيارة الى سوريا وتعترف بدور سوريا في كل العملية السلمية في الشرق الاوسط، بينما الرئيس الامريكي جورج بوش اياه يرى من الخطأ كل خطوة تخرج سوريا من عزلتها المفروضة عليها من قبل الولايات المتحدة، كورقة ضغط عليها ومن اجل تركيعها تماما امام المطامع الامريكية والاسرائيلية، وامام فشل المخطط العدواني لغاية الآن في لبنان، بالرغم من كل تعقيدات الوضع الداخلي هناك والانفلات الارعن لحكومة لبنان ومن معها من قوى 14 آذار من كل التزام وطني حقيقي والرضوخ الى الضغوط الامريكية، كما يفعل فؤاد السنيورة ووليد جنبلاط وسمير جعجع وسعد الحريري، وكذلك بسبب شدة المقاومة العراقية للغزاة والمحتلين الامريكيين وامّعاتهم في الخارج والداخل، وبسبب المقاومة المتصاعدة في افغانستان، ويرى جورج بوش ان لسوريا دورا على الاقل في العراق ولبنان، ولذلك يصبح ذهاب هذا الرئيس الامريكي عن الساحة السياسية خطوة لا بأس بها ابدا في الانتخابات القادمة هو وحليفه بلير البريطاني، فقد كذَبا كذبا مفضوحا جدا على شعبيهما وعلى العالم بخصوص العدوان على العراق في كل ما يتعلق بسلاح الدمار الشامل، فلماذا لا تقام محكمة دولية وتحاكم الاثنين على غرار المحكمة المتعلقة باغتيال وجريمة قتل رفيق الحريري!! اننا طبعا نثق اكثر بمحكمة الشعوب ووزن الشعوب ومصلحة الشعوب في السلام والمساواة والحياة الحرة والعيش الكريم ضد اعداء الشعوب.

* إطلاق سراح الجنود البريطانيين
من جهة اخرى أحسنت ايران صنعا باطلاقها سراح الجنود البريطانيين الذين اعتقلوا في المياه الاقليمية الايرانية كما اعترف عدد منهم، اُطلق سراحهم ليس تحت التهديدات والضغوط بل بالمفاوضات، وقد عوملوا هناك معاملة حسنة، فكيف تعامل امريكا السجناء في ابو غريب وغوانتنامو والمعتقلات السرية المنتشرة في بقاع العالم ومنها اثيوبيا!! وكيف تعامل اسرائيل الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين الذين لم يدخلوا الارض والاجواء والمياه الاقليمية لاسرائيل، بل اسرائيل هي التي تحتل حقهم وارضهم ووطنهم. ألخلاصة ان سوريا وايران والشعب الفلسطيني وحماس والمقاومة العراقية والمعارضة اللبنانية ليست هي المشكلة، المشكلة هي الاحتلال الامريكي والاسرائيلي وهذه السياسة العدوانية ويجب مقاومتها.


("الإتـــــــــــــحــــــــــــــــــاد)

السبت 7/4/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع