بذكرى يوم الأرض وعلى شرف مؤتمر الحزب
الـحـزب الـشيـوعـي في منطقـة حـيـفـا يـكـرم منـاضـلـيـه المخضرمـيـن



حيفا- بدعوة من منطقة حيفا للحزب الشّيوعي، عُقِد احتفال كبير يوم السّبت ، في قاعة "مؤتمر العمّال العرب" في حيّ وادي النّسناس، على شرف انعقاد المؤتمر الخامس والعشرين للحزب الشّيوعي الإسرائيلي وعلى شرف الذّكرى الواحدة والثلاثين ليوم الأرض الخالد حيث انتعشت القاعة بوجود حضور غفير لم تسعه القاعة، وقد تزيّنت القاعة براية "مؤتمر العُمّال العرب" الحمراء والتي يعود تاريخها إلى ما قبل خمسين عامًا، وبشعار منطقة حيفا للحزب الشّيوعي. وقد كان لهذا الاحتفال نكهة وطابعًا مميّزين، حيث تمّ وعلى شرف هاتين المناسبتين النّضاليّتين تكريم رفاق الحزب القدامى من يهود وعرب الّذين وقفوا في الصّف الأوّل، صفّ المواجهة في كل معارك الصّمود الّتي كانت تواجه الشعب العربي الفلسطيني في هذه البلاد، منذ العام 1948 والتّصدّي لها بكلّ جرأة وإباء من التّشريد إلى التّهويد إلى المذابح والمجازر ككفر قاسم ودير ياسين إلى مصادرة الأراضي حيث توَّجَها الحزب الشّيوعي وأنصاره بقرار جريء وشجاع باعلان الإضراب العام سنة 1976، والّذي عُرّف بعد ذلك بيوم الأرض، حيث قتل ستة من أبناء شعبنا ضحية عدوان رجال السّلطة والشّرطة على شعبنا الأعزل، إلى معارك المسكن والقدس والأقصى ومعارك عمّالية وطبقيّة أخرى كإضراب عمال آتا والنَضال من أجل تغيير اسم "الهستدروت" لتشمل في صفوفها أيضًا العمال العرب في البلاد. هذا وقدّ تمّ ترفيع كوكبة جديدة من طالبي الانتساب إلى صفوف الحزب الشّيوعي من يهود وعرب وقد قام بتسليم بطاقات الإنتساب وشعار الحزب والرّبطات الحُمر للرّفاق الرّفيق الأمين العام للحزب عصام مخّول وسكرتير منطقة حيفا للحزب الشيوعي الرفيق د. عصام زين الدّين .

 

 


إفتتح الحفل التّكريمي الرّفيق د. عصام زين الدّين سكريتير منطقة حيفا للحزب الشيوعي قائلاً: "باسم لجنة منطقة حيفا للحزب الشيوعي الإسرائيلي أهنِّئكم في هذا الاجتماع المنعقد على شرف انعقاد مؤتمر الحزب القطري الخامس والعشرين وعلى شرف يوم الأرض الخالد في ذكراه الواحد والثّلاثين، حيث كان لحزبنا مهمّة رئيسيّة في اتّخاذ وإنجاح الإضراب العام. قسم كبير من الرّفاق الجالسين في هذه القاعة كان له وظيفة خاصّة إن كان في اتّخاذ قرار الإضراب أو في إنجاحه. وقد لاحقت الشّرطة قسمًا منهم أو اعتقلتهم أو طردتهم من عملهم. وبهذه المناسبة نهنِّئ صانعي يوم الأرض الأبطال.
راهن البعض على زوال الحزب الشيوعي عن الخارطة السّياسيّة.
ونحن نرى اليوم أن برنامج الحزب للسّلام هو هو برنامج السّلام الذي تتبنّاه قوى سياسيّة مُختلفة في البلاد وفي العالم أجمع، دولتان للشّعبين. نلتقي لنكرّم مجموعة من الرّفاق الذين وهبوا الحزب خيرة سني عمرهم، دفاعًا عن الطّبقة العاملة اليهودية العربيّة، من أجل العدل والمساواة. الرّفاق الّذين كان لهم الدّور الأساس في معركة البقاء، في هذه البلاد عامّة وفي حيفا خاصّة. وقفتم أمام تحدّيات صعبة، مغرَيات مالية ووظائفيّة، وملاحقات وترهيب. صمدتم في وجه الانفلات العنصري والتّقوقع القومي.
راية جيل يمضي وهو يهُزّ الجيل القادم قاومت – وقاوم.

 أيّها الرّفاق الاعزّاء
كوكبة جديدة تنضمّ اليوم إلى صفوف الحزب، لتستمرّ برفع الرّايات الحمراء فوق هذه البلاد. نحن فخورون بكم فكونوا أنتم أيضًا فخورين لأنّنا، سنُكمِّلُ مشواركم. ونردد معًا:
بكم سنُغيّر الدّنيا     ويسمع صوتنا القدرُ
بكم نبني الغدَ الأحلى  بكم نمضي وننتصرُ "  

 


وبعدها تحدّث الرّفيق عصام مخّول سارِدًا التاريخ المشرّف للحزب ودوره الرّائد في صنع هذا اليوم التّاريخي كما وتحدّث عن استعداد الحزب لعقد مؤتمره الخامس والعشرين في أواخر أيّار وستُنشر كلمته لاحقًا في صحيفة "ألإتّحاد".
 وقد بدأ التكريم الرّفيق د. خالد تركي بكلمة جاء فيها:
 "شرّفني حزبي/ نا الشيوعي في حيفا بان اقدم لكم كوكبة مشرقة ومشرِّفة من رفاق اضاؤا لنا الطريق ليكون الغدُ لنا. ولنا الغد.
       رفاق تعرف البطحاءُ وطأتهم، وتعرف أنّ خبطة قدمهم على الأرض هدّارة، ولكم الصّدارة، لكم أنتم أيها الرفاق الأحبّاء.
       واسمحوا لي، أن أقدّم لكم من ثمرات شجرتنا دائمة الخضرة والثّمر، هذه الشّجرة ذات جذورٍ تصل نواة الأرض، ولهذا فإنّ جذورنا في رحم هذه الأرض ممتدة. ربتنا وعلمتنا الأناشيد الشعبية والوطنية، علمتنا حبّ الوطن وحبّ الآخر من منّا لا يذكر فضلها إنّها الرفيقة ماجي كركبي.
    رفيق تذكره حيفا واهل حيفا بعمله البلدي المتفاني وبقيادته للحزب الشيوعي على المستوى القطري وعلى مدى سنين خلت رفيق معطاء وعطاؤه لا ينضب. إنه الرفيق زاهي كركبي.

 


زاهي كركبي


       الرّفيق عباس زين الدين رفيق إيثاري خدم أحياء الفقر في حيفا بدون حساب وبدون كلل أو ملل وساعد سكان هذه الأحياء على كيفية انتشال الحقّ واللقمة من فم الاسد وحافظ على جريدة الإتحاد وعلى كلمة الحزب ونشرها بين الناس.
       حين صادفته في احد الشعانين قبل اعوام قمت بتحيته بالعيد فأجابني عيدنا الحقيقي يا رفيق هو الأول من ايار رفيق كادح ومثقف ثوري خدم شعبه وطبقته العاملة من خلال نقابة عمال البناء إنّه الرفيق بطرس سمعان.
       ميلاد أشقر من مهجري إقرث ومن أنصار حزبنا الشيوعي، يعرفه قرّاء الاتّحاد جيّدًا، ففي الأيام الصّعبة لتوزيع الإتّحاد كان بيته مفتوحًا لتسليمها للمُشتركين، لا بل كان يقوم بزيارتهم في بيوتهم لإيصال الصّحيفة إليهم بقدر ما تسمح له صحّته وعمره، مع أنّه ما زال شابًّا.
بدأتُ تكريم مجموعتي برفيقة وأنهيه بصديقة من أنصار الحزب هي أم ديبو جانيت مطر الّتي تعمل وبتفانٍ في خدمة الأحياء الفقيرة رافعةً راية الحزب والجبهة عاليًا.
هذا وقد هنّأ د. خالد تركي في نهاية كلمته الرّفاق ريم زين الدّين وهيثم عمل
لحصولهما على شهادة الصّيدلة بنجاح مُمَيَّز وباهر من جامعة "هداسا" في القدس.

 


ابراهيم تركي


وقدّم الرّفيق د. ماجد خمرة كوكبة أخرى حيث جاء في كلمته:
"من دواعي سروري وشرف عظيم لي أن أقدّم للتّكريم مجموعة شبابيّة في العطاء والتّفاني ومتميِّزة ولربّما تختلف عن باقي المجموعات فمجموعتي هذه مؤلّلفة من خمس امّهات وأربعة آباء لكلّ فرد منها عائلة التي تضم الأحفاد وأبناء الأحفاد. مجموعة أرخصت العمر في سبيل المبادئ وتحقيق أهداف الحزب. هنالك أفراد انتسبوا وانخرطوا في معمعان النضال في اتحاد الشّبيبة الشّيوعيّة ومنهم من واكب العمل والنّضال على طريقته نصيرًا مؤازرًا للحزب والجبهة، هناك من ناقش وتلاسَنَ، زعل، رضِيَ إلا أنّ النّور والهدف الأساس كان الشّعلة المضيئة له ولغيره  لمتابعة المسيرة. ومن المجموعة من أنجبَ للحزب أشبالاً ليُصبحوا أسود البيداء ومنهم من كانت فطرته وغيرته على الحزب منارة لدفاعه المستميت عن مبادئ وسلوكيّات الحزب. لا نستطيع ولضيق الوقت أن نتحدّث عن كلّ فرد فلكلّ قصّته وروايته، ما يُميِّز المجموعة ولو بتفاوت. ونحن نعلم أنّ هناك حركات ثوريّة فشلت لأنّه لم تبنِ إلى جانبها حركة أنصار. فمن أنصار الحركة الشّيوعيّة في يوغوسلافيا إلى بلغاريا إلى اليونان إلى العراق فاسبانيا إلى أنصار الحزب الشّيوعي الإسرائيلي في حيفا وسائر الوطن. فبكُلّ فخر واعتزاز تُقرّر محكمة التّكريم ثُبوت شيوعيّة وأنصاريّة كلٍّ من الرّفاق والرّفيقات سعدى الصّلح، زهرة خمرة، أديبة حدّاد، ميلادة زريق، سعدى تركي، محمّد الصّفّوري، الفرد شحادة وفؤاد المعلّم.
وألقت الرفيقة عُلا عويضة ثلاثة قصائد رائعة من تأليفها، "ميناء أحلامي" و"تعلّمتُ"و"كالبحر" ستُنْشر لاحِقًا في صحيفة "الإتحاد".


زهرة خمرة

- - - - -

 


الرفيقة ميلادة زريق

- - - - -


عودة الأشهب


وقد قدّم الرّفيق رفيق الصّلح عضو سِكرِتارية منطقة حيفا للحزب الرّفاق: عودة الأشهب أبو عدنان من مدينة خليل الرّحمن إلى زنازين الاستعمار البريطاني إلى السّجون الإسرائيلية ليخرج منها أكاديميًّا في العمل النّقابيّ متفانٍ في العمل الحزبي
كان مدّة أربعة عقود من أعمدة مطبعة "الإتّحاد" اليوم يا أبو عدنان وبعد ثلاث وثمانين عامًا من العطاء نتمنّى لك طول البقاء وعقبال المئة والعشرون.

 


حايا توما

- - - - -


 حايا توما الّتي إمرأة شجاعة ومليئة بالحياة شاركت زوجها طيّب الذّكر الرّفيق إميل توما وتدير معهد إميل توما للأبحاث الفلسطينيّة والإسرائيلية، تحافظ على تراثه ومُخلصة لمبادئه وردة حبيب أم السّعيد شيوعيّة من الناصرة، صوت من أصوات فرقة الطّليعة للإنشاد. تزوّجت من طيّب الذّكر الرّفيق عيسى حبيب واستقرّت في حيفا، معطاءة ومتفانية في العمل الحزبي وقياديّة في حركة النّساء الدّيمقراطيّات وما زالت مُخلصة وأمينة لهذا الفكر المُنير.


وبعد هذه الحلقة من التّكريم أنشد الرفيق المهندس وليد كركبي نشيد "القُرى الثّائرة" مُهديها إلى الرّفيق وديع خوري.

 


الشّيخ سلامة أبو حمّود

- - - -


سيما روتنيك

- - - - -


فييرا رورليخ

- - - - -

 

هذا وقد كرّم الرّفيق د. أنور جمّال الرّفاق: بنيامين غونين، يوخيفيد غونين، أبراهام رورليخ، إبراهيم تركي ، وديع خوري ، سيما روتنيك، بروفيسور كالمان ألتمان، ينينا ألتمان وفييرا رورليخ والشّيخ سلامة أبو حمّود. وجاء في كلمته:"كم هو صعب أن تكون شيوعيًّا وكم هو جميل أن تكون شيوعيًّا، فهناك رباط تناقضي جدلي بين الجمال والصّعوبة. هذا ابنٌ لشعب شُرّد واضطُهِد وذاك ابنٌ لشعب تحتلّ وتضطهد حكومته الشّعب الآخر. هؤلاء الرّفاق اليهود يتظاهرون اسبوعيًّا من أجل السّلام العادل ويواجهون الشّتائم والاتّهامات بالخيانة من قِبل المارّة ولا يهابون أحدًا  مستمرّين في مهامهم ونشاطهم الحزبيّ الصّعب. وهذا الرفيق العربيّ يُعتقل ويُهان ويُشرّد ويُطرد من عمله أو يُمنع من دخول هذا المصنع أو ذاك فلا يهاب ويستمرّ في نضاله دون كلل فما هي هذه القوّة؟ وما هو سرّ العلاقة الجدلية؟ وما هوسرّ صمود هذه العلاقة؟ السرّ هو قوّة الأمميّة والقناعة الفكريّة بأنّها الطريق الأصحّ والأعدل وهي النّضال المشترك العربي اليهودي".
هذا وقد حيّ نصير الحزب، رئيس لجنة العمل البلدي الجبهوي منير سلّوم الرّفاق والرّفيقات المُكرَّمين والأعضاء الجُدد باسم أصدقاء الحزب مؤكّدًا على الدّور الرّائد للحزب الشّيوعي في المعارك الوطنيّة والطبقيّة ودعا إلى تقوية الجبهة.

 

وخلال حفل التّكريم قدّم الرّفيق الصّيدلي هيثم عمل مقطوعة غنائيّة بعنوان "لبيروت" متمنّيًا لبيروت وأهل لبنان الصّمود والنّصر ومهنّئًا جدّه ابراهيم تركي أبو خالد وجدّته أم خالد على التّكريم. وأنشدت الرفيقة تريز سليمان وبصوتها المخمليّ نشيدين ألأوّل "يا شعوب الشّرق" والّذي أنشده جمهور الحضور بمِلْءَ حناجرهم والثّاني "هدّي يا بحر هدّي" مُعبِّرةً عن اعتزازها بالحزب الشّيوعي وبرفاقه.
خلال تسلّم الرّفاق التّكريم كان لبعضهم مداخلات تاريخية وذكريات تلوها على جمهور الحاضرين الّذي كان صاغيًا ومتابعًا بتلهّف وعطش وهم الرّفاق/الرّفيقات
يوخيفيد غونين، عودة الأشهب، أبراهام رورليخ، وديع خوري، ابراهيم تركي، ماجي كركبي.
هذا وقد كان مسك الختام للحفل التّكريمي نشيد الأمميّة الّذي أنشده الحضور وقوفًا وإجلالاً.  لقد انتهى الحفل ألتّكريمي وكلّ مُكرّم ذهب إلى بيته مُعتزًّا بهذا الفكر والانتماء وبشعور تملأه الغبطة والسّرور، وبأنّ لهذا الحزب ربٌّ يحميه وخسِئ من راهن على زوال هذا الحزب.
وسيقوم رفاق الحزب في حيفا بزيارة تكريميّة خاصّة للقائد والرّمز التّاريخي الرّفيق
توفيق طوبي لتكريمه وزوجته أولغا، وباقي الرّفاق المكرّمين الّذين تعذّر عليهم
 الحضور لأسباب خاصّة أو صحيّة وهم: إبراهيم فحماوي وزوجته أم وائل، أم داود شريف، موسى ناصيف ، شفيق نخلة ونعيم عبيد.

 

 

الأربعاء 4/4/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع