كل يوم ارض وشعبنا بخير...
خواطــر بـيـن الألــم والأمــل



لم أفقْ على زقزقة العصافير، كما في دارنا المبعد عنها قسرا منذ ثلاثة اشهر تقريبا، بل على لكشة الممرضة لغزّ جسمي بابرة الساعة السادسة فجرا. قلتُ لها اليوم الـ30من آذار يوم كفاحي وطني لشعبنا ولانصار المساواة وحقوق الانسان، ذكرى 31 سنة على "يوم الأرض" الخالد. قالت بالروسية، يعني عيد فصح للعرب؟ بالشكل يوجد بعض اوجه الشبه ولكن المضمون والمدلول يختلفان، فنحن العرب الضحية وسياسة الحكومة هي الجزار، قبل واحد وثلاثين عاما قررت الحكومة مصادرة اراضي البطوف العربية ظلما وعدوانا، ورأينا في هذا العدوان معلْما عضويا من معالم سياسة مصادرة حق العرب في هذا الوطن الذي اصبح مشتركا للشعبين، تصدينا للمؤامرة باضراب شامل قوبل بلجوء السلطة واذرعها القمعية الى ارتكاب مجزرة كانت نتيجتها استشهاد ستة من الخالدين وجرح العشرات من سخنين البطلة وعرابة البطلة ودير حنا والناصرة والطيبة. قالت لم نسمع عن ذلك، قلت آمل ان نطور اداءنا حتى تخترق الحقيقة آذان الطرشان! وماذا تفعلون في هذا اليوم قالت؟ أجبتُ، نجدد القسَم بان نواصل معركتنا دفاعا عن حقنا كمواطنين في وطننا، ونطلق صرخة الحق الجماعية في مظاهرات جماهيرية!
تركتني لهواجسي، فأنا حزين، لاول مرة ومنذ ثلاثين عاما لا اشارك جسمانيا في فعاليات يوم الارض، لا أدعي انني كنت الفارس الممتطي ظهر "فرس العْبَيّة" في التحضير ليوم الأرض، كنتُ كما كنتُ دائما حرّاثا في الحقل النضالي اقوم بدوري المتواضع. اذكر عشية يوم الارض الاول، طلب الرفاق مني ان أجنّد أحد أبناء اقطاعيي الارض ليكون في لجنة الدفاع عن الاراضي المحلية. وكما توقعت كان ردّه، قال: أنت لا تملك شبرا من الارض فما هو شأنك والدفاع عن الارض، أنا املك سُدس اراضي القرية ولا اريدك الدفاع عني؟ قلت له، هذه ارض الوطن، أنت اليوم موجود وغدا في خبر كان، ونحن لا ندافع كرمال "لحيتك ولحية أبوك"، وقلت لمرافقي، اذا صقلنا الفقراء والمعدومين وعيا فانهم حجارة الوادي وأصلب وأعند المناضلين.
لا اعرف لماذا اخترقت هواجسي صورة المسنّة من مشفى رمبام. فذات مساء في قاعة الطعام كنتُ اعتصر المًا من الوجع، جلسَتْ بقربي مسنّة فوق السبعين سنة، قالت فاتحة الحديث، سلامتك، انا عندي ضيقة نفس، لاقوا من السايب في رئتي، لكن لبطت عزرائيل والحمد لله، وناوية اسافر في الصيف عند ابني "حسن" في قطر، فجأة سألتْ: صحيح يا ستّي الحكومة بدها تزيد "الشخشوخة" ؟ قلتُ: يعني بنتظرنا من الحكومة غير اللطام والسخام؟ قالت: يا ابني بقصد التأمين! أي مخصصات التأمين؟ فقلت مازحا، ليه بدّك تجهزي لعُرسِك؟ منين يا حسرتي، بدّي اروح عند ابني، وهذا بكلّف، الله يرضى على النواب العرب طبّعوا العلاقة مع قطر حتى صارت العلاقة بين اسرائيل وقطر خوش بوش، وبطّل مشاكل للسفر.
اخرجني من هواجسي صوت المسؤول عن طاقم الممرضين ابو عوض بقوله: قم يا سعد الساعة اصبحت السابعة، فقلت له كل يوم ارض وشعبنا بخير...

د. أحمد سعد
الأحد 1/4/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع