...لأن يوم الأرض غالي علينا
لمصلحة من تقزيم يوم الأرض في سخنين ؟!



كانت مظاهرة إحياء يوم الأرض، اليوم الجمعة، في مدينة سخنين، واحدة من المظاهرات المميزة التي شهدتها المناسبة في السنوات الأخيرة، بهذا الكم الهائل من المشاركين، بالآلاف التي جاءت من كل حدب وصوب، إلى جانب أهالي البطوف الذين بقوا على العهد على مدى السنوات الماضية.
ولكن في الآونة الأخيرة هناك نغمة تيئيس متصاعدة، وهناك من جعل من التيئيس مهنة يترزق عليها ويتنفخ، وآخر يريدها لأهداف حزبية ضيقة، لأن القرارات الجماعية ليست على قدر مقاساته، ويريدها أكبر، وكل هذا حسب المزاج.
نعم كان في هذه المظاهرة لا أقل من عشرة آلاف متظاهرة، وكالعادة فإن غالبية المشاركين في المسيرة، الجانب المركزي في البرنامج، لا تبقى في المهرجان الخطابي، وهذا ما يجعل الحضور في نقطة النهاية أقل من المسيرة ذاتها.
إن الحقيقة هي مسؤولية ليس فقط تقع على عاتق السياسيين وإنما أيضا وسائل الإعلام، وتقدير عدد المشاركين في المظاهرات ليس "مشايلة" وحسب المزاج، وإنما هناك أساس يعتمد على طول المظاهرة وعرضها، وتقدير كثافة المشاركين، ومسيرة سخنين امتدت على مئات الأمتار وبعرض الشارع الرئيسي في المدينة، والكثافة كانت متفاوتة.
ونقول هذا خدمة لمن يبحث الحقيقة، وليس سواها.
ولكن على ما يبدو فهناك من تمنى فشل المسيرة، واقنع نفسه بالفشل، وشهد للفشل على الرغم من أنه لم "يكلف خاطرة" حتى للمشاركة، وراح يرغي ويزبد في إحدى الإذاعات، ويكيل الاتهامات على لجنة المتابعة، وكأن قضية التجنيد مرتبطة بموظفين أثنين في اللجنة، وطبعا رئيسها، ولا حاجة للأحزاب ان تتحرك.
بالنسبة لهذا الشخص، الذي يحتل مقعدا في لجنة المتابعة فمن الضروري القول إنه "سكرتير عام" من دون حزب، وليس بإمكانه سوى تجنيد نفسه، وحتى هذا الأمر لم ينفذه هذا العام، فعلى مَن المزاودة، والأمر لا يقتصر على شخص، بل أيضا على قوة أو قوى سياسية، ولكن هذا لم يؤثر على مظاهرة سخنين.
إن سؤال المشاركة يجب ان يوجه للأحزاب أولا وأخيرا، فالحزب ليس يافطة، وجاهة زعامة، "سكرتير عام" إلى الأبد إلى الأبد، حتى وإن تلاشى الحزب.
إن الأحزاب التي جندت وشاركت اليوم في سخنين كانت واضحة وظاهرة للعيان، وعلى ما يبدو أن هذا أغاظ البعض، وانهالوا هجوما على المظاهرة، بموجب المثل الشعبي "قصُر ذيل يا أزعر".
ولكن الشمس التي لم يكن بالإمكان تغطيتها بغربال، لا يمكن تغطيتها بمايكرفون، أو جرة قلم.
للأسف الشديد هناك من حكم على المظاهرة قبل أن تبدأ بساعات ولربما بأيام، وعلى ما يبدو فإن البعض أعد تقاريره قبل بدء المسيرة، ولم يُكلف خاطرة بتعديل التقرير.
إذا كان ما شهدناه "حرقة دم زائدة"، فبالامكان اعتبار الأمر زلة، وإذا الأمر غير ذلك، فتعالوا نتكلم بصراحة التامة، لأن صناعة اليأس لدى الجماهير، وخاصة جماهيرنا، هي قضية خطيرة جدا، لا يمكن السكوت عليها، لأن اليأس يولد الإحباط، والإحباط يولد الابتعاد عن الحلبة الأساس، حلبة النضال ومقارعة السلطة التي لا تكن لنا أي خير.
على كل شخص أن يعيد حساباته، ومن اختار ان يجعل لجنة المتابعة هدفا، فعليه أن يجاهر ويقول لخدمة ما ومن يفعل هذا، فهذا الإنجاز الكبير لجماهير شعبنا لا يمكن التفريط به، ومن حقنا ان نشك، وأن نأخذ بالحسبان الحسابات الأكثر خطورة.
هذا أول الكلام، وإن استمر الحال فإنه لن يكون آخره، لأن يوم الأرض غالي علينا، وهو يواجه اليوم مؤامرة التزييف والتغييب، وهناك من يقبض المال عن هذه المهمة بعملات أجنبية مختلفة، ولكن هذه حكاية أخرى، وليعلم من يجب ان يعلم، أن الحساب آت لا محالة... لا محالة، فقد بلغ السيل الزبى.
مراقب
الجمعة 30/3/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع