كلمة <<الاتحاد>>
عنف وعفن في شرطة اسرائيل !

الشهادات التي تنشرها "الاتحاد" اليوم والتي تُسهب في وصف أحد الاعتداءات البوليسية المعهودة على مواطنين عرب، بسبب انتمائهم لا غير، تؤكّد أن الكثير من العفن لا يزال مستشريًا في هذا الجهاز (الذي يُفترض أنه) المسؤول عن أكثر القضايا حساسية - تطبيق القانون والسهر على سيره.

والاعتداء المقصود هو ذلك الذي تعرّض له، تحت جنح الظلام، شابان عربيان شقيقان في "نتسيرت عيليت"، قبل اسبوعين، حيث يُبرز شهود العيان اليهود والعرب سوية أن الاعتداء الوحشي، الذي تضمن ضرب أحد الشابين وهو مقيّد اليدين، جاء مسبوقًا باستفزاز بوليسي واضح وسافر. وما يزيد الضوء الأحمر توهّجًا هو المعلومات التي تثير الشبهة القوية بأن جهاز التحقيق مع عناصر الشرطة التابع لوزارة القضاء، حاول بدوره التستّر على العنف البوليسي غير القانوني، من خلال التلكُّؤ في فتح التحقيق لمدة أسبوع تقريبًا.
والواقع أن هذا الاعتداء ليس يتيمًا، بل انه ينضاف الى سلسلة شبه منهجية من الاعتداءات البوليسية على المواطن العربي بشكل خاص، ولا يزال ماثلا أمامنا الاعتداء المسلّح على عدد من مواطني كفر قاسم قبل نحو شهر، والذي شمل استعمال الرصاص الناري الحي وإصابة مواطن. وبالاضافة، فلا يزال الغموض يكتنف ملابسات وفاة شاب عربي من النقب وهو رهن الاعتقال تحت مسؤولية الشرطة، إذ تشير مصادر حقوقية الى أن شبهة مقتله بفعل العنف، تبدو شديدة الواقعية!
ومن المثير للتساؤل كيف ستبدو هذه الاعتداءات في ضوء ما ورد في التقرير الشهير للجنة أور التي أقيمت بعد أن قتل عناصر الشرطة 13 شابًا عربيًا أعزل في أكتوبر 2000.. فمن جهة، يشكّل هذا السلوك البوليسي العنيف دليلا (إضافيّا) على ما ورد في التقرير من حيث ثقافة العنف والكذب والتستّر التي تنخر في جهاز الشرطة. ومن جهة أخرى، تشير هذه الاعتداءات الى أن مزاعم قيادة الشرطة بشأن "استخلاص العبر" لا تزال تلفّها ألف علامة سؤال! فأي عبر هذه التي لا تزال تسمح بهذه السهولة غير المحتملة في الاعتداء "الرسمي" على العربي على خلفية الانتماء.
وبعيدًا عن كيل الاتهامات جزافًا، ولكن مع تأكيد كامل نيّتنا وإصرارانا على مواصلة كشف وفضح سلوكيات بوليسية من هذا النوع لقطع دابرها - نطالب قيادة الشرطة بأخذ القضية على محمل الجد، وإلا فستكون العواقب وخيمة.
ونحن، إذ نشيد بالدور المشرّف الذي تقوم به مؤسسات تطوعية كـ "عدالة" و "مساواة" في هذا الشأن، فاننا نناشد أهلنا ألا يفكّروا حتى بالسكوت على ممارسات بوليسية من هذا النوع. بل يجب إطلاق أعلى صرخة لفضحها ومواجهتها، لمقاضاة ومعاقبة كل شرطي أزعر، وهذه معركة جماهيرنا برمّتها. فنحن لسنا مهاجرين ولا ضيوفًا عند أحد هنا.. بل إن هذا هو وطننا الذي لا وطن لنا سواه، وسنظل نصون وجودنا وكرامتنا فيه كما نصون بؤبؤ العين!(الاتحاد)
الجمعة 17/10/2003


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع