كأننا عشرون مستحيل في اللد والرملة والجليل
إحياء ذكرى يوم الأرض في مدينة الرملة



الرملة- لمراسلنا- عقد يوم الاثنين الأخير اجتماع شعبي إحياء لذكرى يوم الأرض الخالد في نادي الحزب الشيوعي في مدينة الرملة، وافتتح الاجتماع الدكتور عوني كحيل بكلمة رحب فيها بالضيف القس شحادة شحادة رئيس لجنة الدفاع عن الأراضي سابقا وبالحضور واسترسل بالحديث عن ذكرى يوم الأرض وشهداء يوم الأرض ذاكرا أسماءهم جميعا وطالباً الوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواحهم الطاهرة. وقال ان يوم الأرض صنعته الجماهير الفلسطينية تتقدمها القيادة الحكيمة والشجاعة والمسؤولة للحزب الشيوعي الإسرائيلي والوطنيين من حولهم، وكان يوم الأرض الأول هو الذي حمل في رحمه جنين الجبهة لتولد من بعده الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، ثم استرسل مقتبسا قصيدة القائد الشيوعي العملاق الرفيق توفيق زياد "كأننا عشرون مستحيل في اللد والرملة والجليل".
 ثم تطرق إلى أهمية يوم الأرض بالنسبة لنا وعن محاولات السلطات قمع شعبنا بشتى الوسائل إلا اننا "على صدورهم باقون كالجدار".
ثم تحدث الأستاذ فايز منصور عضو بلدية الرملة عن المعاناة اليومية لشعبنا الفلسطيني وخاصة في مدينة الرملة بسبب سياسة هدم البيوت وعدم إعطاء الرخص للبناء، كما صد الادعاءات الكاذبة والتي لا تمت للحقيقة بصلة، بان العرب في البلاد وفي الرملة يحتلون الأراضي العامة ويسيطرون عليها ويبنون عليها بيوتهم. وقال: "لكن الحقيقة هي ان هنالك الكثير الكثير من المواطنين العرب الذين يتوجهون لطلب تراخيص بناء على أراضيهم التي بملكيتهم المثبتة ولكن طلباتهم هذه تضرب بعرض الحائط، زد على ذلك أوامر الهدم للبيوت القديمة بحجة أنها غير آهلة للسكن ولكن السبب الحقيقي والرئيسي هو أنها تحمل معالم عربية بحته يريدون محوها عن الوجود".
 ثم استذكر ما حدث عندما كان مديراً لمدرسة في الرملة في يوم الأرض عندما قامت السلطات والشاباك باستعمال شتى وسائل الترهيب والتخويف والتهديد لكي يمنعوا المدارس من الانضمام لإضراب يوم الأرض وفيما بعد لمنعهم من إحياء هذه الذكرى الخالدة أو حتى التطرق لهذا الموضوع وكأن شيئا لم يحدث، الأمر الذي ينافي الضمير والواجب تجاه الوطن، لكن الأمور تغيرت وأصبح يوم الأرض موضوعا يتطرقون إليه حتى في المدارس وهذه التغييرات لم تأت من تلقاء نفسها او برضى السلطات وإنما بالنضال المثابر والإصرار بأن يوم الأرض له مكانة خاصة في قلوبنا وفي حياتنا ويجب إحياؤه وتخصيص حصص له.
وتلاه القس شحادة شحادة القادم الى الرملة من الجليل مؤيدا ما قاله الأستاذ فايز وأضاف بان في البداية قامت نواة من قيادة الحزب الشيوعي وآخرين من الوطنيين الشرفاء بدعم جماهيري واسع بتأسيس اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي وذلك كرد على قرار الحكومة الإسرائيلية العنصري مصادرة آلاف الدونمات من الأراضي التابعة للمواطنين العرب والتصدي لهذا المخطط التهويدي الخطير.
وقال ان الهبة الجماهيرية في يوم الارض بدأت بأعضاء قلة وبعدها انضم المئات بل والألوف ولم تكن هذه الهبة عفوية وعشوائية كما يدعي البعض "ونقلها بسخرية عن احد المواقع بالانترنت" الذي يعطي معلومات خاطئة عن الهبة الوطنية لجماهيرنا العربية، والتي كان مخططا لها بعزم وإصرار وذلك للتصدي لموجة التهجير على اختلاف أنواعه ومصادرة الأراضي عن طريق سن قوانين عنصرية وتعجيزية، حيث كان الهدف من وراء كل قانون مصادرة اكبر قدر من الأراضي العربية.
وتطرق في حديثه الى العمل على تصعيب الحياة على أولادنا في جميع النواحي وخاصة في قضية التعليم، حيث يريدوننا جهلة غير واعين، فقام الحزب الشيوعي بتعليم آلاف الطلاب في الدول الاشتراكية. ولتصعيب الأمور عليهم قامت السلطات باخضاعهم لإمتحانات صعبة بهدف إفشالهم وتهجيرهم إلى حيث يريدوننا ان نكون خارج وطننا الذي لا وطن لنا سواه، ولكن الغالبية الساحقة عادت وبقيت في وطننا غير مستسلمة، لتخوض الامتحانات بنجاح وبالتالي تفشل مخططهم لجعلنا حطابين وسقاة ماء.
وتابع القس شحادة شحادة حديثه حول إحياء ذكرى يوم الأرض مندداً بالمحاولات البغيضة من قبل السلطات لمنعنا من إحياء ذكرى يوم الأرض وعدم الالتزام بالاضرابات، ولم تكتف بذلك فحسب بل اهتمت باستعمال لفيف من الموالين والعملاء للتأثير على القوى الوطنية والهجوم على القيادات الشجاعة لزرع القتنة وهذا بحد ذاته احد أنواع التهجير والمصادرة. ولم تكتف بذلك بل استعملت خطة "فرق تسد" بين ابناء الشعب الواحد والتعامل معهم كمجموعات من المسلمين والمسيحيين والدروز. لذلك علينا أن لا نرضخ وان لا نستسلم لكل خططها البغيضة وعلينا أن نكون شعبا واحدا متكاتفين وأقوياء نقف أمام العدو لنيل حقوقنا كاملة قبل فرض الواجبات علينا بما يسمى "الخدمة الوطنية".
واختتم القس شحادة حديثه بالقول أن "الأرض بالنسبة لنا هي الوجود وهي الوطن"، داعيا كل الفلسطينيين إلى التكاتف والمحبة والعمل المشترك مع القوى الدمقراطية اليهودية من أجل حياة ومستقبل افضل.

الخميس 29/3/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع