قبول العرب بـ"اقتراح" كوندي، قد يشكل الرصاصة الأخيرة التي قد تعلن تصفية القضية الفلسطينية
ماذا في جعبة كوندي هذه المرة؟؟؟



للمرة الرابعة خلال اربعة أشهر، تزور وزيرة الخارجية الأمريكية منطقة الشرق الأوسط. وتحمل كوندي هذه المرة في جعبتها اقتراحا أمريكيا يبدو للوهلة الأولى وكأنه اقتراح يصب في صالح عملية السلام المتعثرة في الشرق الأوسط، بفعل التعنت الاسرائيلي المدعوم أمريكيا، حيث اجتمعت كوندي مع عدد من الزعامات العربية في مدينة أسوان المصرية، وطالبتهم (هكذا بكل صلف)، بأن يقدموا ما في وسعهم من أجل دعم عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، أي بشكل أوضح، أن يقوموا بتطبيع العلاقات مع اسرائيل، "من اجل دعم قيام دولة فلسطينية"... وهو البرنامج الذي ضغطت وزيرة الخارجية الاسرائيلية على الادارة الأمريكية من اجل تبنيه.
ونحن اذ نعلنها بوضوح أننا لا نعول على الزعامات العربية، ولا نتوقع منهم أن يقفوا سدا في وجه مخططات الولايات المتحدة واسرائيل الهادفة الى تصفية القضية الفلسطينية، نرى في هكذا اقتراح خطرا جسيما.
فما جاء في المبادرة العربية التي أعلنت في القمة العربية التي عقدت في بيروت في العام 2002، والتي نصت على بنود واضحة من أجل تصفية الصراع في الشرق الأوسط، وهي الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الاراضي التي احتلتها عام 1967، وحل القضية الفلسطينية الشامل، مقابل التطبيع بين الدول العربية واسرائيل، ما جاء في هذه المبادرة، هو الجدار الأخير الذي لا يمكن للعرب عموما، وللفلسطينيين خصوصا التراجع عنه، فقد ولى عهد التنازلات، وحان الآن وقت الاصرار على الموقف العادل، القائل بالانسحاب الكامل، وقيام الدولة الفلسطينية ذات السيادة، وتفكيك المستوطنات، وحل قضية اللاجئين بحسب قرارات الشرعية الدولية، مقابل التطبيع مع اسرائيل.
إن قبول العرب بـ"اقتراح" كوندي، قد يشكل الرصاصة الأخيرة التي تطلق، والتي قد تعلن تصفية القضية الفلسطينية، ففي اللحظة التي يعلن العرب فيها استعدادهم للتطبيع مع اسرائيل قبل حل القضية الفلسطينية وانهاء الاحتلال، يكونون قد قضوا على احتمالات السلام العادل، ويكونون قد أسهموا في تصفية القضية الفلسطينية، ويكونون قد منحوا الحكومة الاسرائيلية المنهارة والضعيفة اكسجينا اضافيا لاستمرارها في المعيش والتنفس، ولاستمرارها في "ادارة" الصراع مع الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية، دون حله، ويكونون ايضا قد مدّوا لادارة بوش المأزومة، الذراع التي قد تنتشلها من المستنقع العراقي الذي غرقت فيه، وهي ذراع السلام المزعوم في الشرق الأوسط.
للزعماء العرب نقول، لا نتوقع منكم أن تكونوا اصحاب كرامة بعدما فقدتموها على مداخل البيت الأسود الأمريكي، ولكننا متأكدون أنكم أضعف من أن تنجحوا في تصفية آخر معاقل مقاومة الاحتلال... خسئتم.

الأحد 25/3/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع