تقيم يوما للعمل التطوعي في المدينة
الشبيبة الشيوعية في الناصرة: نحلم بإعادة أمجاد العمل التطوعي في المدينة، وهذا ما ننوي فعله...



تقرير خاص بـ"الاتحاد" - يوم الأحد الماضي، كان يوما يمكن القول أنه يشكل التفاتة، ونقلة، الى مرحلة جديدة، من حياة مدينة الناصرة. فقد قام رفاق ورفيقات الشبيبة الشيوعية في الناصرة، بتنظيم يوم عمل تطوعي كبير، شمل اعمالا صيانية للعديد من المنشآت في المدينة، وشارك فيه نحو تسعين رفيقة ورفيقا، اعلنوا بعدها عن غبطتهم لما قاموا به من اعمال، وعن نيتهم لتطوير هذا اليوم من أجل إعادة أمجاد العمل التطوعي في الناصرة، التي ارتبط تاريخها الحديث بمخيمات العمل التطوعي التي شارك فيها الآلاف من ابناء شعبنا، ومن اليهود والأجانب، الذين اهتموا بقضايا الناصرة واهلنا، وبقضايا الجماهير العربية عامة. نظمت الشبيبة الشيوعية هذا اليوم التطوعي كخطوة اولى من ضمن عدة مشاريع تطوعية، معلنة التحدي للمشروع السلطوي المسمى بـ"الخدمة المدنية"، والذي يعد مقدمة للخدمة العسكرية، التي تحاول السلطات فرضها على العرب ابناء هذه البلاد.

عدد من رفاق الشبيبة الشيوعية عبروا عن مشاعرهم في اعقاب العمل التطوعي الذي قاموا به:

*نضال موسى، السكرتير السابق للشبيبة الشيوعية في الناصرة:

لهذا النشاط هدفان اساسيان. الهدف الأول هو الرد السياسي على مشروع الخدمة المدنية، والذي من خلاله يحاولون تجريد شبابنا من الهوية الوطنية، وهذا الرد لم يكن مقتصرا على رفع الشعار ومحاولة الإقناع به، بل ترجمته على أرض الواقع بعمل ميداني تطوعي ضخم يتم من خلاله تعزيز الإنتماء الوطني من جهة ومن جهة أخرى تقوية روح التطوع لدى الجيل الشاب، فنحن لسنا بحاجة إلى مشاريع سلطوية لحثنا على خدمة شعبنا ومؤسساته، إنما إلى برنامج طبقي وطني يسعى إلى تثقيف جماهيرنا من أخطار المخططات السلطوية وإلى تحصينهم من كل وباء تبثه السلطة بين جماهيرنا والذي يسعى إلى ضرب النسيج الوطني الإجتماعي لجماهيرنا، وعلينا أن نرى بأن لهذا النشاط حاجة للإستمرارية فالإنطلاقة بدأت من الناصرة وعليها أن تنتقل إلى كافة مناطقنا وفروعنا وحثهم إلى إقامة أيام عمل تطوعية في كل المدن والقرى العربية كرد قاطع على كل المخططات السلطوية.

الهدف الثاني هو اعطاء الجواب على الرغبة العارمة لدى رفاقنا واصدقائنا لمثل هذه المشاريع. فقد لمسنا مدى تعطش المشاركين إلى مثل هذه النشاطات الميدانية والتطوعية ومدى تعطش الناس في الشارع إلى رؤية النشاطات الملموسة وليس فقط سماع واطلاق الشعارات. ومن هنا نرى مدى الحاجة إلى تكثيف النشاطات الميدانية على جميع الأصعدة السياسية منها والإجتماعية والنقابية... وأيضا إلى توسيع هذه النشاطات وتجنيد أكبر عدد ممكن من جماهيرنا للمشاركة بها، فجماهيرنا بأمس الحاجة إلى تواصلنا معها من خلال هذه النشاطات.


*وجد فاهوم، أحد الرفاق في الشبيبة الشيوعي في الناصرة:

يوم الأحد الأخير قامت الشبيبة الشيوعية في الناصرة بإعادة أمجاد مخيمات العمل التطوعية على نطاق لربما كان أصغر من المخيمات التي أُقيمت سابقا لكن كان معناها كبيرا وكان هدفها أكبر. وشارك في هذا اليوم مجموعة من الرفاق والرفيقات والصديقات والأصدقاء وكل من يريد مصلحة بلدنا، الناصرة، وقد قام المشاركون بتنظيف منطقة العين وإزالة الأعشاب ودهان الأسوار وخزائن الكهرباء، فكان هذا يومًا مشبعًا بالعطاء والتعاون والروح الرفاقية الصافية لإعادة وبناء تماسك أهالي الناصرة.
ويأتي هذا النشاط ضمن مجموعة من النشاطات التي تعمل عليها الشبيبة الشيوعية في الناصرة لتطوير وتوحيد البلد من جديد ودحر المخطط السلطوي المتمثل بمشروع "الخدمة المدنية" خارجها وبهدف توجيه رسالة مباشرة للعديد من الفئات وشرائح المجتمع خصوصا الجيل الشاب والتأكيد على خطورة هذا المخطط الإذلالي الذي يطمح لفصل الفرد عن شعبه وجعله "متطوعا" (خادما) في إحدى المؤسسات السلطوية. فما نفع الركض إذا كان على طريق الخطأ؟ بدلا من استثمار الطاقة في التطوع الحقيقي من اجل بلداتنا. فكما قال القائد الراحل توفيق زياد: "يدنا ثابته ويد الظالم مهما تثبت مرتجفة"، وقد يكون من السهل نقل الإنسان من وطنه، ولكن من الصعب نقل وطنه منه.


*لؤي زياد، عضو الشبيبة الشيوعية في الناصرة:


يخدم في مخطط الخدمة المدنية (????? ?????) اكثر من 10000 صبية يهودية، اللاتي تخدمن عوضا عن الخدمة العسكرية لأسباب دينية، أضافة لهن يتطوع في إسرائيل حوالي 400 شاب يهودي وعربي، لم يقبلوا في الجيش لأسباب صحية وعجزهم عن استيفاء شروط الخدمة العسكرية. برنامج الخدمة للصبيان في هذا المشروع جديد نسبيا حيث بدء العمل به بشكل تجريبي في سنة 2002، وفي شهر أيلول سنة 2006 تمت المصادقة عليه في القانون. الشبان والفتيات من المتطوعين في الخدمة المدنية يتطوعون في مؤسسات رسمية وغير رسمية منها: نجمة داوود ألحمراء (??"?)، مستشفيات ومؤسسات الرفاه- إن وجدت- و"الأمن".
في كل سنة يختار مئات الشباب الخدمة المدنية لعدم استيفائهم شروط القبول للخدمة العسكرية من أجل "العطاء" للدولة. ولكن سيضطر الشباب الذكور منهم مع بداية الشهر القادم أن يدفعوا ثمن السفريات بالكامل بدون مساعدة أو تخفيض كما تحصل الإناث، ويقول احد المتطوعين اليهود: "محزن جدا أننا نعطي بكل ما أوتينا من قوة من ناحية، ومن ناحية أخرى يأخذون منّا حتى هذا الشيء البسيط، الأساسي الا وهو تخفيض أسعار السفريّات"، كما جاء في موقع Ynet بتاريخ 19/03/2007 تحت عنوان "????? ????". هذا ما تفعله حكومات إسرائيل بالشباب اليهود وتفرّق حتى بين الشاب والصبية فهل تعتقدون أنها ستعامل الشباب العرب بأقل من ذلك؟؟؟
نحن في الشبيبة الشيوعية، رأينا أنه من واجبنا أن نتصدى لهذا المخطط السلطوي، وأن نطرح البديل، خدمة مجتمعنا من منطلق الانتماء له، والتطوع من أجل شعبنا، دون أن نكون أداة في ايدي جلادينا. هذا هو هدفنا من مشروع العمل التطوعي الذي نظمناه، والذي نعمل من أجل أن تكون له استمرارية في مشاريع مقبلة.


*رغيد حداد، عضو الشبيبة الشيوعية في الناصرة:


للأسف لم يتسنّ لي الاشتراك في يوم العمل التطوّعي لظروف العلم والتعليم، ولكنّني استطيع القول أنّّي كنت واحدًا من الرفاق الذين أعدّوا لهذا اليوم، وبفخر استطيع تقييمه انّه تكلّل بالنجاح ونال استحسان كلّ الناس في ناصرتنا الحبيبة، وكان جوابًا رائعًا للدولة، الذي فيه أعلنّا نحن الشباب رفضنا الكامل لمشروع الخدمة الوطنيّة، وفي الوقت ذاته، دعمنا الكامل لروح التطوّع.
ولكنّي أردت توضيح أمرٍ سُئلنا عليه، وهو هل تعارضون الخدمة المدنيّة حتّى لو كانت فعلاً تحتوي على أمور مفيدة للشباب ومستقبلهم؟! الجواب هو كالتالي:
نحن نعارض هذا المشروع برمّته حتى لو عاد بالفائدة للأفراد، والتركيز هنا على كلمة أفراد، لأننا نرى فيه أنه يهدف إلى سلخ الفرد عن مجتمعه، ومن خلال هذه "الخدمة" يتحوّل الشاب العربي الفلسطيني إلى عديم الهويّة، يعني "ما نفع الإنسان لو كسب العالم كلّه وخسر نفسه؟!" جوابنا كان واضحًا، نتطوّع لشعبنا، لبلداتنا، لقضايانا، ولا نقبل بتطوّع قد يعود على قسم منا بالفائدة الآنيّة، ولكنّه يدمّره ويدمّر هويّته مستقبلاً، وبالتالي يتمزّق هذا الشعب الذي عانى الكثير، وما زال؛ هذا التوضيح كجواب حول رفضنا القاطع لمشروع "الخدمة المدنيّة"، وهنالك أسباب أخرى نذكرها لاحقًا، فللحديث تتمّة... 

 

السبت 24/3/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع