كلمة الاتحاد
آلام الربيع



صحيح ان الربيع يرمز الى الحياة وتجدّد الحياة، والى الجمال والفتوّة والشباب، والى النهوض من سبات الشتاء وبرده، هكذا ارتبط اسمه على الدوام، لكن كيف يهلّ الربيع بجلاله وجماله وهو المتواصل مع يوم الام، وهنالك العديد من الامهات اللواتي فقدن اعزاءهن وفلذات اكبادهن في لبنان والعراق وفلسطين، وليس بسبب تغيرات في الطبيعة بل بصنع ايدي البشر من غزاة ومحتلين، فكيف هي الحال في بغداد والرمادي وكابول وقندهار وحوض البلخ والامبريالية الامريكية وشركاؤها وعملاؤها يعيثون قتلا وفسادا وخرابا وتدميرا للارض ومن عليها وما عليها!!
وكيف هي الحال في غزة ونابلس وجنين وبقية الشقيقات مع هذا القتل والاستهداف والجدار والمستوطنات وبشاعة وجرائم الاحتلال وكيف هي الحال في لبنان وخاصة في جنوبه وفي قانا واخواتها التي حولها العدوان الى انقاض!! فأية بهجة لهذا الربيع عند الذين تعرضوا ويتعرضون الى ابشع انواع القتل!!
وكيف تكون بهجة الربيع للمواطنين العرب هنا في وطنهم وهم يرون المدن والمناطر والبلدات تقوم وتكبر على ارضهم المصادرة خاصة في ذكرى يوم الارض، كما هي الحال في الجليل والمثلث والكرمل والنقب ووادي عارة في مخطط التهويد العنصري.
وبأية بهجة يستقبل التلاميذ العرب مثلا بهجة الربيع وعطلة الربيع مع سياسة الاضطهاد والتمييز وهدم البيوت وخنق قراهم ومدنهم والبطالة المتفشية وهم يشكلون الغالبية الساحقة جدا من الذين يعيشون تحت خط الفقر ليس بسبب من السماء بل بسبب سياسة التمييز والاضطهاد التي يقوم بها بشر على الارض!!
لسنا سوداويين ونكافح السوداوية، لكن هذا الواقع المرير وخاصة مع اطلالة الربيع البديع ويوم المرأة وعيد الام ويوم الارض الخالد هو نداء لنا جميعا، هو دبّة صوت من اجل تصعيد النضال اليهودي العربي ضد الاحتلال ومن اجل السلام العادل، وضد التمييز والاضطهاد ومن اجل المساواة والعيش الكريم، وضد كل اصوات الترحيل الفاشية ضد العرب ومن اجل البقاء الصلد الصلب على الارض الطيبة، وكذلك النضال التربوي من اجل ان يكون النسيج الاجتماعي نقيا من العنف والجريمة، لتصبح الحياة وبكل فصولها حياة تستحق الاسم.
الجمعة 23/3/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع