مناورات جويّة مشتركة بين اسرائيل وأمريكا



كثيرة هي الامور والمجالات المشتركة بين اسرائيل وامريكا، وغالبا ما تتطابق المواقف كما تتطابق المثلثات، وهذه الشراكة قديمة وعميقة جدا، وقلّما تتعرض الى هزات وانعطافات، واذا حدث توعّك فهو يُسوّى في الحال ويحل بالعتاب والتسامح، وهو قائم – أي التطابق والتعاون - على العدوان ومعاداة كل ما هو تقدمي ويبرز في الشرق الاوسط وقضية الشعب العربي الفلسطيني بأبشع وجه، ولكن هذا يشمل ايضا لبنان والعراق وايران ونظام الابرتهايد البائد في جنوب افريقيا. وامريكا تقدم وبسخاء كل دعم وعون مطلوب لاسرائيل، واسرائيل ترد هذا الجميل بكل وفاء، ومؤخرا جرت مناورة مشتركة للقوات الجوية بين الدولتين، والاعلام مر عليها مر الكرام، مع ان المناورة هذه ليست كريمة، وسارعت اسرائيل الى الاعلان بان هذه المناورات ليست لها علاقة في قضية لبنان ولا ايران وطبعا ولا سوريا، ان مجرد هذه الاشارة التأكيدية هي التي يكمن فيها الخطر، وهي مناورة عدوانية بشكل مطلق.
- ايران مثلا لن تقوم بهجوم على اسرائيل، اما لدى اسرائيل فهذا العدوان وارد من قبلها، وحكامها يلوّحون بالخطر الايراني ويهددون مرارا وتكرارا، وكذلك امريكا.
- سوريا مستحيل ان تهاجم اسرائيل مع ان ارضها محتلة في الجولان وهنالك قرارات دولية بوجوب اعادتها، اما اسرائيل فليس من المستحيل ابدا ان تهاجم سوريا، وهذه ليست تكهنات ولا قراءة كف ولا بواسطة بصّارة برّاجة ولا ضربا في مندل وتخت الرمل، بل يقال ذلك بصراحة، والماضي على ذلك اكبر برهان.
- لبنان مستحيل ان تعتدي على اسرائيل وتهاجمها، الذي حدث في الماضي البعيد والقريب هو العكس تماما، وقد تبخرت كل اكاذيب وادعاءات اسرائيل حتى باعتراف رئيس وزرائها وبشكل صادق وصريح في باب الدفاع عن نفسه.
- فلسطين مستحيل ان تهاجم اسرائيل وهي التي يقع شعبها وارضها تحت الاحتلال في الضفة والقطاع.
- مصر مستحيل ان تهاجم اسرائيل فهنالك تطبيع يشار اليه بالبنان والاصبع، وهذا ينطبق تمام الانطباق على الاردن.
- اسرائيل لها اصابع في العراق مع الولايات المتحدة كما يبدو وكما لا يبدو، مع ان امريكا تأكلها اكلة مقيتة في العراق على يد المقاومة كما اكلتها اسرائيل في حربها الاخيرة على لبنان.
هذه المناورات ذات طابع عدواني بحت ولها علاقة متينة بالاهداف الجهنمية الامريكية الاسرائيلية في المنطقة وحتى اطراف هذه المنطقة البعيدة، وعلى العالم وعلى شعوب المنطقة وكل شعب مستهدف ان يكون في اشد اليقظة والحذر وكذلك الاستعداد التام، لافشال هذا المخطط الاجرامي.
الخميس 22/3/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع