في اجتماع لجنة المتابعة العليا:
إحيـاء يــوم الأرض بمهرجانيـن مركزيـّيـن
فــي سـخـنـيـن والـطـيـبـة

*نشاط مركزي في المدن الفلسطينية التاريخية (المختلطة) في اليوم التالي* والدعوة لوضع هذه المدن والنقب على رأس جدول الأعمال الوطني* المتابعة تُحيّي شعبنا الفلسطيني باقامة حكومته الوحدوية* وتستنكر الهجمة التحريضية السلطوية العنصرية على الجماهير العربية*

حيفا- مكتب "الاتحاد"- عقدت سكرتارية لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل اجتماعاً لها، أمس السبت في مكاتب اللجنة في الناصرة، بحضور معظم قيادات الجماهير العربية، بحثت خلاله إحياء الذكرى الحادية والثلاثين ليوم الأرض الخالد، في الثلاثين من آذار الحالي، حيث افتتح الجلسة وأدارها رئيس اللجنة المهندس شوقي خطيب، فاستعرض أبرز القضايا والتطورات التي تحلّ في ظلها هذه الذكرى، كمناسبة وطنية نضالية لا تقف عند حدود إحياء الذكرى، وكمحطة وحدوية كفاحية في مواجهة مجمل التحديات...
 ووجه المجتمعون رسالة تحية ومباركة للشعب الفلسطيني بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، كخيار وطني استراتيجي في احد أهم وأخطر مُنعطفات القضية الفلسطينية، وطالبوا الحكومة الإسرائيلية بالاعتراف والتعامل مع الحكومة الفلسطينية إذا كانت "صادقة" في تحقيق السلام العادل.
وطالبت لجنة المتابعة العليا المجتمع الدولي باحترام خيارات الشعب الفلسطيني وإرادته وحقوقه الوطنية، وكسر الحصار الجائر المفروض على هذا الشعب في الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين...
كما أكدت اللجنة على موقفها الرافض للحفريات الإسرائيلية في محيط المسجد الأقصى المبارك، وحذرت من تبعات مواصلة المساس بالمسجد الأقصى وحمَّلت الحكومة الاسرائيلية مسؤولية ذلك، بالتـأكيد على عدم أحقية إسرائيل بالقيام بأي إجراء في القدس الشرقية لكونها منطقة محتلة...
ورفضت قيادة الجماهير العربية التصريحات التحريضية والعنصرية العدائية لمسؤولي المؤسسة الإسرائيلية وأجهزتها الأمنية والمخابراتية، تجاه المواطنين العرب واعتبارهم خطرا استراتيجيا، وأشارت إلى خطورة تلك التصريحات والمواقف والدلالات التي تحملها، بما يعكس المنحى الجديد للمؤسسة الإسرائيلية من خلال شرعنة " العنصرية القومية " وقوننتها، بهدف محاصرة الوجود الوطني للجماهير العربية الفلسطينية في البلاد، ورفضت اللجنة التعامل مع المواطنين العرب بمنظار أمني ومخابراتي ...
كذلك أعلنت اللجنة عن رفضها الحازم والموحَّد محاولات سن قانون لإخراج الحركة الإسلامية، خارج القانون، واعتبرت مثل هذه الإجراءات بمثابة نفي جماعي سياسي للجماهير العربية وقياداتها السياسية.
ودعت اللجنة إلى مواجهة إقامة "محرقة النفايات" قرب قرية عبلين، لما تشكله من مخاطر بيئية على الإنسان، لا سيما على المواطنين العرب في منطقة شفاعمرو، في إطار موقف قطري موحَّد وإجراءات عملية مُنظمة بهدف اقتلاع هذه " المحرقة" التي تبث غازات سامة وقاتلة...
وعبَّرت اللجنة عن خطورة ما وصلت إليه مظاهر العنف والاحتراب الداخلي في مجتمعنا، حتى باتت تقض مضاجعنا وترهق إمكانياتنا وتُبدد طاقاتنا، بدلاً من مواجهة التحديات الوجودية الحقيقية، وناشدت الأهل في قرية عارة وعرعرة إلى التعاون مع لجنة الصلح والالتزام بقراراتها...
وفي سياق البحث في كيفية إحياء ذكرى يوم الأرض، في الثلاثين من آذار، أكد المجتمعون أن الجماهير العربية تحيي هذه الذكرى بهدف الحفاظ على الذاكرة الوطنية الجمعية وإحياءً لذكرى الشهداء الأبرار، ولترسيخ دروس وعبر "يوم الأرض" لدى الأجيال الشابة عبر التأكيد على حيوية النضال في الدفاع عن الأرض كقيمة مادية أساسية للوجود الوطني، ولتطوير الوعي الفردي والجماعي عبر الثقافة النضالية والكفاحية لإعطاء معنى لتلك القيمة في مواجهة التحديات وبناء المستقبل... وعليه فإن هذه المناسبة تعتبر مناسبة وطنية كفاحية لا تقتصر على مجرَّد إحياء الذكرى، بل تتجدد خلالها الجماهير العربية وتُجدد انطلاق ومواصلة مسيرتها النضالية، بوحدة وطنية، ترفع خلالها قضاياها ومطالبها ومواقفها...
وأشارت اللجنة إلى أن قوانين وآليات التخطيط والبناء الراهنة في الدولة تحمل في طياتها مشاريع مصادرات منهجية، مُتنوعة الأشكال والألوان، لما تبقى من الأراضي العربية، وعبر هدم البيوت والترحيل القسري والتطهير العرقي...
وانطلاقا من جدلية العلاقة بين الوطن والمواطنة، قررت سكرتارية لجنة المتابعة العليا الخطوط العريضة لكيفية إحياء ذكرى يوم الأرض، على النحو التالي:-
*التمركز حول عدة عناوين وقضايا محورية خلال نشاطات هذه المناسبة، وفي مقدمتها، قضية الجماهير العربية والقرى غير المعترف بها في النقب، وسياسة هدم البيوت العربية ومخططات ترحيل المواطنين العرب في المدن الساحلية – المختلطة، وتوسيع مناطق نفوذ المدن والقرى العربية...
* تخصيص ساعتين دراسيتين في المدارس العربية في البلاد حول هذه المناسبة، تاريخيا وقيميا، وحول القضايا التي ترفعها الجماهير العربية خلالها، وتوزيع مواد إرشادية وتثقيفية ذات مضامين معرفية ووطنية، عبر لجنة مُتابعة قضايا التعليم العربي، وتنظيم زيارات تعليمية وتواصل للطلاب العرب إلى منطقة النقب...
* تنظيم المسيرات والمهرجانات المركزية لهذا العام، في يوم الذكرى نفسها – يوم الجمعة بتاريخ 30.3.07، في مدينة سخنين عاصمة مثلث يوم الأرض في البطوف في قلب الجليل، وفي مدينة الطيبة في منطقة المثلث...
* تنظيم نشاط مركزي آخر في المدن الساحلية – المختلطة يوم السبت بتاريخ 31.3.07، يجري تنظيمه وإقرار تفاصيله بالتنسيق مع ممثلي الجماهير العربية في هذه المدن...
* تبنّي ودعم مبادرة الحركة الإسلامية بتنظيم "معسكر التواصل الثاني" في منطقة النقب، تحت عنوان "النقب ليس وحيداً"، وذلك يوم السبت بتاريخ 31.3.07، والذي يشمل إقامة وتنفيذ عشرات المشاريع الحيوية في منطقة النقب عبر معسكر عمل تطوعي، ودعوة الجماهير العربية للمشاركة الفاعلة في هذا النشاط..
* دعم مبادرة" لجنة الأربعين للقرى غير المعترف بها"، بتنظيم زيارات تواصل مع الأهل في النقب، يوم السبت بتاريخ 24.3.07، والدعوة للمشاركة في هذه المبادرة...
*الدعوة للمشاركة في المؤتمر السنوي السابع حول قضايا الأرض والمسكن، والذي ينظمه المركز العربي للتخطيط البديل بالتعاون والتنسيق مع اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، وذلك يوم الاثنين بتاريخ 26.3.07 في فندق العين في الناصرة...
* بدء الاعداد لمؤتمر عام للجماهير العربية حول قضايا الأرض، بما يشمل إجراء دراسات وإصدار كتاب خاص يُشكل مرجعاً وبوصلة في هذا الشأن، وذلك عشية الذكرى الثانية والثلاثين ليوم الأرض عام 2008.
*دعوة "الجهاز التنفيذي" المنبثق عن لجنة المتابعة العليا للإشراف على تنفيذ القرارات، واستكمال البرنامج التفصيلي لإحياء ذكرى يوم الأرض، ولتحمّل المسؤوليات الجماعية في إنجاح تنفيذ القرارات.

* بركة: سياسات حكومات إسرائيل هي الخطر الاستراتيجي على الجماهير العربية

وكان النائب محمد بركة، رئيس كتلة الجبهة الدمقراطية البرلمانية، دعا لجنة المتابعة إلى تحية الحكومة الفلسطينية، التي أدت قسم اليمين امس السبت، وقال إنها خيار وحدوي للشعب الفلسطيني، تضم غالبية القوى السياسية على الساحة الفلسطينية، وكنا نأمل أن ينضم الاخوة في الجبهة الشعبية لهذه الحكومة، نظرا لدقة المرحلة التي يمر فيها شعبنا الفلسطينية.
وجاء هذا في كلمة النائب بركة، أمام لجنة المتابعة التي بحثت احياء يوم الأرض الخالد، وقال بركة، إننا نأمل أن تضع هذه الحكومة حدا للمشهد المؤلم والمعيب الذي شهدناه في الأسابيع الأخيرة في الشارع الفلسطيني، وأن تعمل هذه الحكومة على محاصرة الموقف الإسرائيلي الرفضي والمتعنت في الساحة الدولية.
كما طالب بركة الحكومة الإسرائيلية، والأسرة الدولية وخاصة الاتحاد الأوروبي بالتعامل مع الحكومة الفلسطينية الشرعية، وأن يتم رفع الحصار الإسرائيلي التجويعي عن الشعب الفلسطيني، ووقف كل الممارسات الإسرائيلية التي تهدف إلى تدمير كل أفق لاستئناف العملية السلمية، ومنع أي حل دائم في المستقبل، في أساسه إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وحل قضية اللاجئين.
وتوقف بركة عند تصريحات الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، التي هاجم فيها حركة حماس، لتوقيعها على اتفاق مكة، لما في ذلك من تخوين واضح للحركة، وهذا بعد اشهر من مهاجمة هذا الشخص لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيسها الأخ محمود عباس (أبو مازن)، وقال، لا يمكن أن نقبل ان يظهر أي إطار لتخوين شعب بأكمله، والشعب الفلسطيني هو وحده الذي يقرر مصيره وخياراته، ودعا بركة الجميع لقول كلمتهم في هذا المجال.
وتحدث بركة عن حملة التحريض العنصري المستمرة ضد الجماهير الفلسطينية في البلاد. وحذر بركة من الهجوم السلطوي على الجناح الشمالي للحركة الإسلامية ورئيسها الشيخ رائد صلاح، والمحاولات البرلمانية لسن قانون عنصري يقضي بإخراج الحركة عن القانون.
ودعا بركة إلى أن يكون المهرجان المركزي ليوم الأرض في مدينة سخنين، كما دعا إلى وضع برنامج خاص للتضامن مع قضايا المدن المختلطة، مثل يافا وحيفا وعكا واللد والرملة، والمؤامرات السلطوية التي لا تتوقف بهدف إخراج أهل المدن الأصليين منها، وبشكل خاص مدينة يافا.

* مخول يدعو لتبنّي الرواية الحقيقية ليوم الأرض بعيدا عن التزييف

وفي كلمته أكد النائب السابق عصام مخول، السكرتير العام للحزب الشيوعي على ضرورة احياء يوم الأرض في منطقة البطوف، احياء لذكرى شهداء يوم الأرض، وقال، إن شهداء يوم الأرض متواضعون، وأهاليهم لا يشاركون في اجتماعاتنا، ولا يأتون إلينا بمطالب، وواجبنا ان لا ننسى هؤلاء الشهداء.
واضاف مخول ان الدروس التي يجب استخلاصها في ذكرى يوم الارض ونقلها الى الاجيال الجديدة، التي لم تعايش هذه الفترة، لا يمكن اقتصارها على مجرد حدوث الاضراب والمواجهة، وانما يجب التركيز على الموقف السياسي السليم والاستراتيجية الكفاحية التي ربطت النضال على الوطن والنضال على المواطنة، والتي استطاعت ان تجند الجماهير وتستقطب مشاركتها في اهم معركة تاريخية، جمعت بين الموقف الشجاع والموقف المسؤول. واضاف: لقد اجتمع في معركة يوم الارض عوامل النجاح الاساسية، قيادة شجاعة ومسؤولية، وجماهير معبأة واستراتيجية كفاحية ملائمة، وهذا هو المميز الفارق ليوم الارض الذي يجب ان نتعلم منه في الحاضر والمستقبل.
وفي رده على ادعاء النائب عباس زكور "بأن المشكلة" ان الجماهير ليست واعية وجريئة مثل القيادات المتواجدة هنا"، وهو ما يفسر نقص ما اسماه "بالجاهزية الكفاحية"، قال مخول: ان يوم الارض 1976 شكل لحظة تاريخية، بسبب وجود قيادات شجاعة قادت هذه المعركة في مواجهة مع قيادات انهزامية. وقد وقفت الجماهير المعبأة في وجه القيادات الانهزامية، ووضعت امام خيارين- اما الانضمام الى الجماهير المكافحة مع لجنة الدفاع عن الاراضي وقيادتها السياسية، واما مواجهة المد الشعبي والغضب الكفاحي الجارف.
ودعا مخول لجنة المتابعة إلى تبنّي رواية واحدة ليوم الأرض، على ضوء محاولات البعض لتزييف التاريخ والحقائق، وإصدار كتب ونشرات تزيف التاريخ خدمة لمصالح فئوية ضيقة، وقال، إن الرواية الصحيحة والحقيقية التي على لجنة المتابعة ان تعتمدها بشكل رسمي هي تلك التي طرحتها لجنة الدفاع عن الأراضي، بعد عدة اشهر من يوم الأرض الأول في العام 1976 من خلال الكتاب الأسود حول أحداث يوم الارض.

* جرايسي يدعو إلى توثيق قضايا الأرض الحالية

اقترح رئيس بلدية الناصرة، المهندس رامز جرايسي إلى تنظيم رحلات مدرسية منظمة ومخططة لمنطقة النقب من أجل التواصل ورفع الوعي لدى الأجيال الناشئة في قضايا الوطن وجماهيرنا العربية.
كما دعا جرايسي للعمل منذ الآن على إعداد وثيقة شاملة ودقيقة حول قضايا الأرض في جميع بلداتنا العربية والمدن المختلطة، على أن تكون هذه الوثيقة جاهزة لاصدارها ضمن كتاب حتى يوم الأرض من العام القادم 2008.
وفي كلمتها قالت ممثلة الجبهة الدمقراطية، عايدة سليمان، إن ما سمعناه عن تقرير جهاز المخابرات الشاباك، يؤكد مدى ترسخ العقلية العدائية للعرب في المؤسسة الحاكمة، فهذه العقلية هي التي توجه سياسة التمييز العنصري.
وحذرت سليمان من مؤامرة جديدة تحاك ضد البلدة القديمة في مدينة عكا، بمبادرة إدارة البلدية وائتلافها، إذ ظهرت اعلانات تقول ان البلدية تريد تحويل 400 بيت خال في البلدة القديمة إلى بيوت فنانين، رغم انه لا يوجد هذا العدد من البيوت، ولكن كما يظهر فإن المقصود هنا هو البيوت التي ستواجه مخطط الإخلاء من العائلات العربية، ودعت سليمان إلى التصدي لهذه المؤامرة وعدم السكوت على السياسة العنصرية التي تنتهجها البلدية.

الأحد 18/3/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع