رفع سقف مطالب الدولة من العرب!!

تناقلت وسائل الاعلام هنا عن لقاء رئيس المخابرات مع رئيس الحكومة اولمرت وآخرين، حول الخطر الذي يشكله المواطنون العرب على الدولة!! ومرة اخرى اشير الى الخطر الدمغرافي على دولة اليهود!! ان مجرد التفكير بهذا الموضوع هو عنصرية واضحة ومنتهى الوقاحة.
المواطنون العرب، مواطنون في وطنهم ولا وطن لهم سواه، وهم قوة سلام ودمقراطية، وسوية مع القوى الدمقراطية اليهودية يناضلون من اجل السلام العادل والشامل، وهذا السلام العادل من بنوده ايضا حق اللاجئين العرب الفلسطينيين في العودة الى وطنهم الذي هُجروا منه!! وليعتبر حكام اسرائيل كما جاء مؤخرا على لسان رئيس الحكومة ووزيرة الخارجية ان هذا خط احمر!! ان هذا الزحف الاسرائيلي الدائم والخطير على حق الشعب الفلسطيني وعلى قرارات هيئة الامم المتحدة المتعلقة بحق تقرير المصير وانسحاب اسرائيل من المناطق المحتلة واقامة الدولة الفلسطينية وحق اللاجئين في العودة يصطدم وسيصطدم دائما بقوة الحق وليس بحق القوة والتعنّت، وهذا الزحف يصل الى المواطنين العرب في وطنهم وبقائهم وصمودهم وتكاثرهم الطبيعي!!
وبدل ان تطرح السلطات الاسرائيلية قضية المساواة لهم، تطرح رفع سقف المطالب منهم، لأنهم جزء من شعبهم العربي، ولأنهم اقلية قومية، ولأنهم يؤيدون السلام العادل و"القوى المتطرفة" في العالم العربي وليس "القوى المعتدلة"، والقوى المعتدلة هي تلك التي تدور في الفلك الامريكي. صحيح انه في هذا اللقاء دفعت ضريبة كلامية في موضوع المساواة لرفع العتب، لكن التأكيد كان على رفع سقف المطالب، وليس فقط التأكيد الكلامي بل ان هذا هو الواقع، وهذه هي الممارسة.
 ان حق المواطنين العرب في وطنهم لا يتزعزع، ولا توجد اية قوة على الارض تستطيع قلعهم، ومن حقهم الطبيعي بل ومن واجبهم النضال العنيد من اجل المساواة القومية والمدنية، ومن حقهم العيش، ومن حقهم التكاثر الطبيعي كما يريدون، فهذا شأن كل فرد، ولا يمكن لهم ان يربطوا بين تكاثرهم وبين تشكيل خطر دمغرافي!! فليس هذا ما يشغلهم، والمطلوب هو رفع سقف مطالب العرب من الدولة وليس مطالب الدولة من العرب، والمطلوب رفع سقف مطالب العالم والامم المتحدة من اسرائيل في كل ما يتعلق بالوضع في الشرق الاوسط، وخاصة في قضية الشعب العربي الفلسطيني، ان مجرد التفكير بان العرب هنا يشكلون خطرا على "دولة اليهود" هو الخط الاحمر وما بعد الاحمر.
الأربعاء 14/3/2007

© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972
صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع