كلمة <<الاتحاد>>
أوقِفوا المجازر والتصعيد في رفح والقطاع

قامت قوات الاحتلال الاسرائيلي خلال اليومين الماضيين بتصعيد اجرامي للعدوان على الحدود الاسرائيلية - المصرية في منطقة رفح، لا يزال مستمرًا حتى كتابة هذه السطور. فقد قام جند حكومة شارون - موفاز الاحتلالية باجتياح هذه المنطقة بعشرات الدبابات ترافقها جوًا العديد من طائرات الاباتشي امريكية الصنع. وقد قامت هذه القوات الغازية بارتكاب مجزرة جديدة، حيث قُصفت البيوت الآمنة بقذائف الدبابات وصواريخ الاباتشي مما أدى الى قتل واستشهاد وجرح العشرات من المدنيين الفلسطينيين الابرياء، من الاطفال والنساء والشيوخ والشباب.

لقد حاولت حكومة الكوارث اليمينية الشارونية تبرير تصعيدها العدواني الدموي الجديد بالاختفاء وراء حجة تدمير انفاق تهريب الاسلحة الى الفلسطينيين في هذه المنطقة. هذا ما تدعيه حكومة الاحتلال والجرائم والدماء اليمينية، ولكن معطيات الواقع تشير الى ان هذا التصعيد العدواني في منطقة رفح يندرج في اطار ما اطلق عليه شارون وحكومته "سياسة أمنية جديدة" والتي مدلولها على ارض الواقع تصعيد العدوان على مختلف الجبهات للتغطية على فشلها في كسر شوكة انتفاضة الشعب الفلسطيني وفرض املاءاتها الاستسلامية. فارتكاب المجزرة الجديدة في اطار الاجتياح العسكري المبرمج يعتبر مؤشرًا خطيرًا على نوايا حكومة الكوارث اليمينية بالتخطيط لاجتياح عسكري واسع النطاق على قطاع غزة. كما ان توقيت هذا الاجتياح العدواني الدموي الاسرائيلي على منطقة رفح جاء لقطع الطريق وإفشال اقامة حكومة فلسطينية جديدة برئاسة أحمد قريع (ابو العلاء) مهمتها الاساسية العمل على وقف اطلاق النار وسفك الدماء والتوصل الى اتفاق هدنة بين السلطة الفلسطينية وحكومة اسرائيل يلتزم الطرفان بموجبها بوقف مختلف اشكال العمل العسكري وتهيئة المناخ لاستئناف العملية التفاوضية السياسية.

وبهذا العدوان التصعيدي الجديد تؤكد حكومة الاحتلال وتصعيد العدوان اليمينية، وللمرة التي لا تعد ولا تحصى، انها تلجأ دائمًا الى اغتيال كل محاولة وكل جهد وكل مبادرة فلسطينية وغير فلسطينية قد تقود الى وقف سفك الدماء وخلق الظروف لاستئناف العملية السياسية. ولولا الدعم الامريكي غير المحدود، والتشجيع الامريكي المساند للعدوان الاسرائيلي لما تجرأت حكومة الكوارث اليمينية على مواصلة تصعيدها البلطجي العدواني الدموي العربيد، وعلى الاستهتار برأي وقرارات الشرعية الدولية وللمجتمع الدولي الذي يدين جرائم الاحتلال الاستيطاني ويطالب بوقف التصعيد والعدوان.

ان ما يتعرض له الفلسطينيون المدنيون في منطقة رفح وغزة والضفة الغربية من جرائم ومجازر قتل وهدم منازل ومختلف اشكال التدمير على ايدي جند هولاكو الاحتلال يستدعي من المجتمع الدولي ومجلس الامن الدولي وجميع انصار حقوق الانسان والشعوب توفير الحماية الدولية لشعب يواجه ما يشبه حرب الابادة. ومسؤولية قوى السلام والدمقراطية اليهودية والعربية في اسرائيل ان تطلق صرختها الجماعية لوقف حرب المجازر والتدمير الاجرامية.

("الاتحــاد")
الأحد 12/10/2003


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع