كلمة <<الاتحاد:>>
قانون ارهاب الدولة المنظم!

واخيرًا رأت ادارة عولمة الارهاب والجرائم الامريكية ان الظروف أصبحت مواتية لاخراج قانون الاملاءات البلطجية من دهاليز الكونغرس الامريكي المعتمة وتوجيه سهامه السامة ضد سوريا. فأمس الاول، الاربعاء، أقرت اللجنة الخارجية في الكونغرس الامريكي قانون فرض العقوبات الاقتصادية على سوريا المعروف بقانون "محاسبة سوريا" الارهابي الذي اعدت تفاصيله قبل سنة ونصف.

ويأتي الاسراع في اقرار هذا القانون بعد ايام معدودة من القصف العدواني الارهابي الاسرائيلي على مخيم اللاجئين قرب دمشق ليؤكد مباركة ادارة بوش لهذا العدوان، وانه تم بالتنسيق في اروقة التحالف الاستراتيجي الامريكي - الاسرائيلي وبهدف خدمة الاستراتيجية المشتركة بالضغط على النظام السوري لضمان سيره في التلم الامريكي والخضوع للاملاءات الامريكية - الاسرائيلية.

فاقتراح "قانون محاسبة سوريا" يشترط بشكل تهديدي بلطجي على سوريا تنفيذ العديد من الاملاءات الامريكية وان عدم تنفيذها سيقود الى اتخاذ العديد من العقوبات الاقتصادية. ومن هذه الشروط الاملائية ان تسحب سوريا قواتها من لبنان وتغلق مكاتب "المنظمات الارهابية" في اراضيها وتوقف انتاج الاسلحة الكيميائية والبيولوجية والصواريخ طويلة الامد!! وانه إذا لم يخنع النظام السوري لأمرك يا سيدي "الكاوبوي" فإن العقوبات الاقتصادية بانتظار سوريا ومنها منع الشركات الامريكية من التوظيف والاستثمار في سوريا ووقف التصدير الامريكي الى سوريا ومنع طائرات المسافرين السورية من الهبوط في الاراضي الامريكية وتخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين من درجة السفارة الى درجة القنصلية وغير ذلك!!

لا يمكن وصف هذا القانون من حيث جوهره وطابعه ومدلوله السياسي الا بقانون ارهاب الدولة المنظم الذي أصبح الوسيلة الاساسية السياسية الذي تتبناه ادارة عولمة الارهاب والجريمة الامريكية على حلبة العلاقات الدولية خدمة لمخططها الاستراتيجي بالهيمنة كونيًا واقامة نظام منطقي جديد وعالمي جديد بزعامتها ويخدم مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية والسياسية. فعن طريق البلطجة بالقوة وبالعقوبات والتهديد بتفعيل الذراع العدواني الاسرائيلي تتدخل الادارة الامريكية بشكل سافر ووقح في الشأن الداخلي السوري وتمارس الضغط لليّ ذراع النظام السوري بهدف ادخاله بيت الطاعة الامريكي وبمرتبة خادم المصالح الامريكية - الاسرائيلية الاستعمارية في المنطقة. أليست هذه قمة الوقاحة ان تتدخل الادارة الامريكية في الشأن الداخلي السوري - اللبناني وتطالب باخراج الجيش السوري من لبنان وفي وقت تدعم هذه الادارة الوجود الاحتلالي الاستيطاني الاسرائيلي للهضبة السورية منذ حزيران 1967؟ ومنذ متى اصبحت الادارة الامريكية الوكيل والناطق الرسمي باسم الشعب اللبناني وباسم الشرعية اللبنانية؟

لو كانت دماء الانسانية والوطنية تجري في شرايين الانظمة العربية لردت على هذه الوقاحة العدوانية الامريكية بموقف وطني موحد يهدد المصالح الامريكية في المنطقة ويلجم ويكبح ذئب العدوان الامريكي. ولكننا ندرك، وللأسف، ان ارادة هذه الانظمة مسلوبة، فقد بوّل عليها الضبع الامريكي ولا تسير الا في تلمه، وان الدماء تخثرت في شرايينها، وهذا ما عكسه موقفها المتخاذل ولجوؤها الى مدرج الفرجة وفي وقت يواجه فيه الشعب الفلسطيني اخطر مؤامرة على وجوده وحقوقه. وصمودًا يا سوريا.

("الاتحــاد")
الجمعة 10/10/2003


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع