قلة تكدس الارباح الطائلة وكثرة يطالها الفتات
ألاضراب جواب فلماذا الانسحاب!!

سلسلة الاضرابات التي جرت وتجري في العديد من المرافق، هي رد طبيعي جدا وعادل جدا، وتدل على عمق الاستغلال وعلى كذب مختلف الوزارات ووعودها الى العمال والمستخدمين والموظفين، قد تكون فعلا هذه بعض نتائج سياسة نتنياهو الاقتصادية، لكن هل كانت سياسة من قبله ومن بعده تأخذ بعين الاعتبار مصالح العاملين!! ان العيب هو في جوهر هذا النظام الاستغلالي البشع كغيره من النظم الرأسمالية، قلة تكدس الارباح الطائلة وكثرة يطالها الفتات، فاذا اضفنا ان كثيرين من المستخدمين لا يتلقون رواتبهم بالرغم من وعود الوزارات يزداد الوضع سوءا.
فهناك عمال بلديات ومجالس محلية، وهناك معلمون وموظفو بريد، ومستخدمو شركة الكهرباء المنوي خصخصتها، وبالمقابل تتكدس الارباح على حساب لقمة عيش العاملين ومستوى معيشتهم ومعيشة عائلاتهم، بينما تصرف على الاحتلال وعلى الاستيطان وعلى التسلح وحروب العدوان المبالغ الطائلة، واذا اضفنا الى هذه المأساة جمهور المعطلين عن العمل بسبب البطالة، وكذلك التمييز ضد العرب وضد جمهور النساء تصبح الصورة اكثر قتامة، والمطلوب من الهستدروت ان تنفّذ وتصعّد من دورها دفاعا عن هذا الجمهور المسحوق، والمطلوب من الهستدروت دعم كل اضراب يهدف الى الدفاع عن حقوق العمال والمستخدمين، وعدم الرضوخ الى تباكي البعض على تأثير ذلك على الاقتصاد وعلى الخسارة اليومية لهذا الاقتصاد، وعدم تحميل المضربين هذه المسؤولية لا تجاه طلاب المدارس ولا تجاه مستخدمي المجالس، يجب توجيه اللوم والنقد والنقمة الى الحكومة وسياستها الاقتصادية وكل سياسة الاحتلال والتمييز، حرب لبنان العدوانية كلّفت المبالغ الطائلة والخسائر الفادحة، وها هي السلطة واجهزتها تدق طبول التهديد ضد لبنان من جديد، وضد سوريا وضد ايران خدمة بالاساس للسيد الامريكي النهم والجشع للسيطرة وربح الاحتكارات، واذا ظلت الهستدروت تهدد وتنسحب وتعيش مرة اخرى على الوعود فيظل كلامها عبارة عن طحن كلام فارغ، ان الاعتبار الوحيد الذي يجب اخذه بالحسبان هو مصلحة جمهور العاملين والمستخدمين والا تظل كلمات رئيس الهستدروت خاصة مع اقتراب الانتخابات للهستدروت لا قيمة لها مع معرفتنا التامة ايضا بجوهر هذه النقابة.
الأربعاء 28/2/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع