إجتمعت يوم امس الاثنين، في لندن مجموعة 5 + 1، وهي الدول الخمس العظمى صاحبة حق قرار النقض في مجلس الامن الدولي يضاف اليها المانيا، من اجل التباحث حول الخطوات الواجب اتخاذها ضد ايران وملفها النووي!!
وكان مجلس الامن وبتأثير وضغط الولايات المتحدة قد اتخذ قرارا انذاريا ضد ايران انتهت مدته الاسبوع الفائت، والمطروح امام مجتمعي لندن زيادة الضغط على ايران وفرض عقوبات عليها، وجاء في وسائل الاعلام ان روسيا والصين تعارضان التصعيد في التهديد وفرض العقوبات وتفضلان المفاوضات.
مجلس الامن بتركيبته اليوم، مسرع جدا في اتخاذ قرارات احادية الجانب والعمل على تنفيذها بالسرعة القصوى كما حدث ذلك في لبنان التي تعرضت لحروب عدوانية اسرائيلية ولا تزال عرضة لذلك.
لكن نفس مجلس الامن غير مسرع وغير مستعجل ابدا في فرض عقوبات على اسرائيل لأنها لا تنفذ قراراته المتخذة بالاجماع منذ عشرات السنين، واليوم طبعا يرفض اتخاذ أي قرار ضد اسرائيل لان الولايات المتحدة، القوة الامبريالية العدوانية تقف بالمرصاد ضد كل قرار من شأنه ان يضع اللوم على اسرائيل، فأي مجلس هذا الذي يمعن في وضع اللوم على الضحية وليس على المعتدي، حبذا لو يوضع ملف ايران النووي مع الملف الاسرائيلي في هذا الموضوع وتتخذ الخطوات المتشابهة تجاه الدولتين اسرائيل اولا وايران ثانيا، ونقول اسرائيل اولا ليس بحسب الابجدية بل لأن اسرائيل هي اقدم واعرق في هذا المجال، ولأنها تحتل ارض الغير، ولأنها قامت بعدد كبير من الحروب العدوانية، ولأنها هي التي تهدد بضرب المفاعلات النووية في ايران، ولأنها ضربت مفاعلات العراق، لسنا مع انتشار التسلح النووي، وندعو الى منطقة شرق اوسط نقية ونظيفة من السلاح النووي وليس فقط في الشرق الاوسط ولا حوض البحر الابيض المتوسط بل ليشمل ذلك العالم كله، وإلا فلا توجد هنالك اية مصداقية للضغط على جانب واحد اما الجانب الآخر فهو مُعفى حتى من اللوم.
وجاء الرد الايراني حاسما بأنه لا عودة الى الوراء في برنامجها النووي ولاغراض سلمية!! وشبهت مسيرتها النووية بقطار سائر بلا كوابح، وبأنها مستعدة للمواجهة، ويشعر العالم بجدية الخطر في هذا الموضوع وعلى مجمل المنطقة، والمفتاح هو ان يكون هنالك مكيال واحد في المواضيع المتشابهة وهذا دور مجلس الامن ودور كل من يصبو الى السلام العادل والشامل في الشرق الاوسط والعالم بأسره.

("الإتحاد")