ألرابعَ عشرَ من شباط

صادفت يوم امس الاربعاء، الذكرى الثانية لجريمة اغتيال رئيس حكومة لبنان رفيق الحريري، وهي جريمة أدنّاها ونستمر في ادانتها، وشهدت لبنان قبلها وبعدها مسلسلا من الاغتيالات والتفجيرات والتي من شأنها ان تصعّب على الوضع اللبناني ونسيجه الاجتماعي والسياسي الصعب والمعقد اصلا. واستمعنا في هذه الذكرى الى عدد من الكلمات اطلقها وزراء ونواب ورؤساء احزاب وقوى سياسية، وكان المشترك بينها وبشكل متفاوت توجيه الاتهامات الى سوريا في كل ما آل اليه الوضع في لبنان، وقد بزّ الجميع في هذا المضمار الاثنان اياهما، سمير جعجع ووليد جنبلاط، خرجت اسرائيل من هذه المعمعة الخطابية بريئة سليمة وكأنها لم تحتل ولم تدمّر ولم تسرق الماء والتراب لا في السبعينيات ولا في سنة 82 ولا كل يوم ولا في تموز من العام الفائت!! وخرجت امريكا سليمة ايضا غير مجرحة. مع ان الاحتلال الاسرائيلي والعدوان المتكرر هو السبب الجوهري لهذه الكوارث الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والانسانية التي تواجه هذا البلد، ومع ذلك صبّ الاثنان المذكوران جام غضبهما على سوريا ورئيسها وبكلمات نابيّة فاحشة، ولم ينس سمير جعجع بان يوجه حقده على رئيس الجمهورية اميل لحود، فمن تخدم هذه المواقف وهذا الشطط في الفحش الكلامي غير اعداء لبنان الحقيقيين اسرائيل وامريكا!! وهذا العدو اثبت نفسه لا بالقول بل بالعمل المتكرر والممارسة بهدف اخضاع هذا البلد الى دائرة الفلك الامبريالي، ونحن مع كل اولئك الذين يطالبون بالكشف عن كل المجرمين الذين اغتالوا والذين فجروا مؤخرا حافلتين في منطقة المتن، شرط ان يكون التحقيق في هذه الجرائم موضوعيا ونزيها وليس بحسب الاهواء السياسية المعادية لوَحدة لبنان واستقلاله وسيادته. قليلة هي الامثلة في التاريخ وقد تكون معدومة، والتي يوجه فيها الاتهام الى الضحية التي صمدت وقاومت ببسالة وليس الى المعتدي المجرم.
بعد ثلاثين سنة – على العايش – سيُكشف عن المخفي والمخبأ اليوم في خزائن وجوارير ورفوف اجهزة الامن لبعض الدول ومنها اسرائيل، والتي عوّدتنا على الاعتراف بأعمال انكرتها في السابق على الدوام، نحن مع سيادة واستقلال لبنان وحريته، ونحن مع صموده المشرّف في وجه العدوان الاسرائيلي الامريكي المتكرر، ونحن مع نجاح وانتصار كل مقاومة ضد الغازي والمحتل والمعتدي، وهذا ينطبق بشكل خاص على لبنان وشعبه الأبيّ.
الخميس 15/2/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع