نقطة ارخميدس الفلسطينية
رايـس ولـيـفـنـي ولـقـاء مـكــة!

تصل وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، الى المنطقة، نهاية الاسبوع القادم، في زيارة تعقد خلالها لقاء ثلاثيا، بمشاركة الرئيس الفلسطيني ابو مازن، ورئيس الحكومة الاسرائيلي ايهود اولمرت.
وتتم هذه الزيارة وسط الحديث عن مبادرة تعمل على دفعها كل من وزيرة الخارجية الأمريكية رايس، والاسرائيلية تسيبي ليفني، بهدف ما تطلقان عليه الحاجة الى خلق "افق سياسي" في تجاوز لـ"حارطة الطريق"، التي يجب "ألا تتحول الى عائق أمام تقدم كهذا"، كما عبرت عن ذلك الوزيرة رايس اثناء زيارتها السابقة الى المنطقة. وتقترح وزيرة الخارجية الاسرائيلية البحث الآن في الخطوط العريضة للدولة الفلسطينية، وهيكلية الحل والدولة الفلسطينية، من دون الدخول في تفاصيل الحل النهائي، والاكتفاء بوضع الحدود المؤقتة للدولة الفلسطينية.. وعدم القبول بطلب الرئيس الفلسطيني أن يتم تناول قضايا الحل النهائي في اية مفاوضات، وفي تجاوز رفضه "دولة في حدود مؤقتة".
وعلى الرغم من أن هذا الصخب السياسي يحدث وسط الاعلان عن رفض الرئيس بوش ورئيس الوزراء اولمرت للتحرك الذي تدفع الوزيرتان رايس وليفني باتجاهه، فإن هذا الحراك يعكس اضطرار الادارة الأمريكية والحكومة الاسرائيلية الى بالون تجارب جديد، يعكس فشل سياستهما العدوانية ووصولها الى الباب الموصود، أكثر مما يعكس نجاح الاستراتيجية التي وقفا من ورائها حتى الآن، ويعكس زخم الضغط الشعبي المحلي والمناطقي والعالمي للبحث عن مخارج سياسية. ويبدو أن عمق التورط الأمريكي في العراق، وحجم الفشل الذي منيت به استراتيجية بوش العدوانية، في حربه الارهابية على المنطقة، وعدم قدرته على تحقيق انجاز سياسي حقيقي غير الدمار الشامل الذي يزرعه في العراق، وتهلهل موقعه وانهيار شعبيته داخل الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، مضافا اليه عجز المؤسسة الاسرائيلية عن تحقيق الانتصار الموعود، أو حتى انجازا سياسيا في حربها العدوانية على لبنان، وعلى الشعب الفلسطيني، وفقدان الحكومة الاسرائيلية لثقة الجمهور، وزلازل الفساد، والانهيار الأخلاقي والسياسي الذي تكشفت عنه الأزمة العامة في اسرائيل، وتعمق القناعة الشعبية أنه لا يوجد حل عسكري يوفر الأمن والاستقرار، كل هذا يشكل عاملا ضاغطا من اجل البحث عن انجاز يمكن تحقيقه سياسيا، في ظل عجز الاستراتيجية الأمريكية عن تحقيق أهدافها، فيما تبقى من فترة حكم متعثرة للرئيس بوش ورئيس الوزراء اولمرت.
ان الامكانية لتحويل المأزق الذي تعيشه السياسة الأمريكية والسياسة الاسرائيلية، الى فرصة سياسية، منوط أولا وقبل كل شيء، بما يتمخض عنه لقاء مكة، وبمدى ما يستطيع الجانبان الفلسطينيان، فتح ومؤسسة الرئاسة من جهة، وحماس والمؤسسة الحكومية من جهة أخرى، من الارتفاع الى مستوى المسؤولية، والاتفاق على حكومة وحدة وطنية، تحرم الاقتتال الداخلي، وتكون ملتزمة بالمشروع الوطني الفلسطيني، والثوابت التي بنى عليها الشعب الفلسطيني مشروعه، وانجازاته التي حققها عبر مسيرته الكفاحية المشرفة، لتشكل نقطة ارخميدس الفلسطينية، بديلا عن الطروحات المنقوصة والمبتورة للحل العادل.
ان خلق فرصة سياسية، منوط ايضا، بالقدرة على استنهاض قوى السلام الاسرائيلية والعالمية، وتحويل العام 2007، وقد اصبح عمر الاحتلال اربعين عاما، الى عام النضال في كل مكان لانهاء الاحتلال، وتفكيك المستوطنات، وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة في حدود الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس، وحل قضية اللاجئين حلا عادلا على اساس قرارات الشرعية الدولية.

الأربعاء 7/2/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع