نيران الفتنة والشقاق، نيران الغدر والعمالة
أسبوع دام آخر في غزة !

25 قتيلا فلسطينيا و 245 جريحا، سقطوا نهاية هذا الأسبوع بنيران الفتنة والشقاق، بنيران الغدر والعمالة. 25 قتيلا، ينضمون الى كوكبة الموت المجاني، الموت الكاتم لصوت بنادق الاحتلال، بلدوزراته ومؤامراته التي ما انفكت تتواصل بل وتتسع وتتعزز مستغلة بخبث المحتل انشغال الذات بالذات واقتتال الأشقاء!
الاحتراب الفلسطيني الداخلي دائر منذ أسابيع، وفقط في نهاية الأسبوع الأخير، كان هنالك حدثان يسترعيان مزيدا من الاهتمام في ظروف صحية أكثر، ولو بقليل. الأول، هو صدور تقرير عن الأمم المتحدة حول الظروف المعيشية في قطاع غزة، وعلينا ألا نخطئ، فالاحتراب الدائر لا يدور رغم قساوة الظروف، انما بسببها، وهو طبعا يعززها بدل التخلص منها وبذلك تفقد القضية بوصلتها في دوامة الحلقة المفرغة،  الناجمة عن غياب الأفق الساسي أو حتى مجرد الاقتصادي.
الثاني، هو قرار اللجنة الرباعية، باجتماعها على مستوى وزراء الخارجية بمواصلة المقاطعة للحكومة الفلسطينية المنتخبة، وبذلك مواصلة الحصار على أبناء شعبنا، وه والأمر الذي لم يلق الصدى الاحتجاجي الواسع، وهل هنالك من هو متفرغ للصراع والحفاظ على الوجه الفلسطيني الناصع في العالم؟!
ومقابل هذا المشهد المأساوي العبثي، بل قل استمرارا له، ارتفعت نهاية هذا الأسبوع أصوات فلسطينية قيادية من حركتي حماس وفتح تدعو المحاربين ايقاف الاقتتال. وكان على رأس هؤلاء الدعاة، رئيس الحكومة، اسماعيل هنية. وهذه الخطابات تحمل في طياتها تغييرا مقلقا باللهجة: ففي حين كان في البداية كل قائد سياسي يدعو فريقه الى التهدئة بينما يتوعد الفريق الآخر ويحمله المسؤولية، ربما بشيء من المناكفة، وبذلك يمنح الشرعية، فيما بين السطور لانفلات أبناء فريقه، أصبح اليوم هؤلاء القادة يتحدثون بلهجة هي أقرب الى الاستجداء، ولسنا نرى بطبيعة الحال، غضاضة بالخطاب المتروي، بل والمستجدي بالتهدئة، ان كانت الظروف أكثر طبيعية، الا أن هذه اللهجة وفي هذا الظرف تنذر بخطر آخر، وهو عجز القيادة السياسية عن السيطرة على ما يدور في الشارع، ونحن نتحدث عن الظرف العام، لا عن خروقات هنا أو هناك. واذا ما كانت قراءتنا هذه صحيحة، فهي كارثة، نأمل لشعبنا بكافة قياداته وابنائه على التكاتف لردها، ورد الاعتبار الى السياسة ولغة الحوار.

الأحد 4/2/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع