وعــد الـحـُـرّ دَيــن عـلـيـه

في ساعات متأخرة من ليلة الثلاثاء بالامس، والعتمة تلف جو مدينة غزة ومعها غيوم الغضب على ما جرى بين الاخوة ابناء الشعب الواحد، استمعنا الى زف بشرى بالعمل الجاد والقاطع من اجل وقف وايقاف وتوقيف الاقتتال نهائيا، ولنا الامل الوطيد بان هذا الوعد ينسف القول القائل: شغل الليل مسخرة للنهار. ولا شك ان الطرفين كانا جادّين جدا، فهذا هو الواجب وهذا هو المطلوب بعد ان حدث ما حدث وليته لم يحدث بتاتا، هذا وعد، ووعد الحرّ دين عليه، والحرّ والحرية تعبير بالغ الاهمية، ومقولة قيمية سامية، والوفاء بالوعد سجية انسانية في الذروة، وبالامكان تحقيق هذا الوعد وهذا المطلب، وهذا الواجب، ويجب سدّ كافة الثغرات التي قد يتسلل منها ما يمنع تحقيق ذلك، هذه مسؤولية جماعية وشعبية وشخصية، وكم لدينا من امثال تحذر من ان الامر الصغير يؤدي الى الكبير. كان شعار جريدة الايسكرا بمسؤولية لينين يقول: من الشرارة يندلع اللهيب، وهذا الشعار يرمز الى الثورة، وهذا رمز جيد وقد تحقق، لكن هنالك امثلة تحذيرية مثل: الشر من شرارة، والحرش يولعه عود الثقاب، ومجنون رمى حجرا في بئر، مئة عاقل لم يستطيعوا نشله، فالامل والعمل الا تطلق هذه الشرارة المولدة للشر، والا يسمح لمجنون برمي حجر في البئر، وألا يرمى عود ثقاب مشتعل في الحرش، خاصة وان هنالك من يتربص، وهنالك من يتحين الفرص ومن ينتهزها، وعلى الجميع ان يكونوا يقظين وحراسا، فاذا اردنا منع الاصطياد في المياه العكرة يجب عدم تعكير المياه، والوفاء لهذا الوعد هو بحجم حب الوطن والوطنية، وهو بحجم المسؤولية وبحجم العزيمة الصادقة المنقّاة من كل الشوائب، فعلى قدر اهل العزم تأتي العزائم، من الخطأ والزائد ان نقول طفح الكيل، بل من الممنوع والمحرّم ان تكون في كيل الدم المراق حتى نقطة واحدة، ونحن نعيش على هذا الامل حتى تتبدد المرارة ويتبدد الاحباط واليأس الذي اصاب الكثيرين منا، فلا تغتالوا هذا الامل، وما اضيق العيش لولا فسحة الامل.

الأربعاء 31/1/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع