في اقتراح لجدول اعمال الكنيست حول قرار الحكومة بطرد عرفات
بركة: غباء حكومة شارون سيقودها لكوارث <<محققة>>

قدم النائب محمد بركة، رئيس كتلة الجبهة الديمقراطية والعربية للتغيير، اقتراحا لجدول اعمال الكنيست حول قرار الحكومة بطرد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات، وذلك في الجلسة الخاصة التي عقدت يوم الاثنين الماضي.

وقال بركة في حديثه انه قبل عدة اسابيع اتخذت الحكومة الاسرائيلية قرارا، بعد تنفيذ عملية انتحارية في اسرائيل، يقضي بطرد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وقدم هذا القرار للشعب الاسرائيلي وكانه الجواب الاسرائيلي للارهاب.

واضاف بركة انه من المعروف ان كل العمليات العسكرية التي نفذت ضد الشعب الفلسطيني في السنوات الاخيرة بحجة مكافحة الارهاب جاءت بنتائج عكسية، وان الاستنتاج الوحيد من هذه الخطوات هو ان هذه الحكومة ورئيسها لا يريدون وضع خطة عمل سياسية في الشرق الاوسط، وانه في كل مرة نقترب من امكانية التوصل الى حل، بواسطة خارطة الطريق او بوسائل اخرى، فاننا نرى محاولات لتفجير هذه الامكانيات من جانبين الاول هو حكومة اسرائيل والثاني هو فصائل المعارضة الفلسطينية ولكن غباء هذه الحكومة وقلة مسؤوليتها قادها الى تفجير الهدنة التي استمرت 51 يوما والتي وفرت حياة الكثير من الاسرائيليين والفلسطينيين، وعلى الرغم من ان الانصياع للهدنة كان امرا صعبا فان اسرائيل قامت خلال ال51 يوما باغتيالات كثيرة وطوقت القرى والمدن الفلسطينية وقامت بالعديد من الخطوات الهمجية ضد الشعب الفلسطيني.

وتطرق بركة الى ما قاله رئيس المعارضة شمعون بيرس من على منصة الكنيست بان هذه الحكومة تحدثت بمعارضة الاحتلال والى ما ذلك من حديث مشابه حيث قال ان هذه الاقوال معدة فقط لآذان الراي العام العالمي لتحسين صورة اسرائيل ولكن على ارض الواقع لا يحدث شيئا لا في الاتجاه السياسي ولا في اتجاه المفاوضات، بل على العكس فان الاحتلال وممارساته الهمجية مستمرة يوميا.

واشار بركة الى ان قرار الحكومة بابعاد الرئيس الفلسطيني المنتخب هو قرار احتلالي من الدرجة الاولى وهو جريمة بحق الشعب الاسرائيلي، ومن حسن الحظ ان المجتمع الدولي اوضح لهذه الحكومة كل التداعيات المربوطة بتنفيذ هذا القرار، ولكني اعتقد ان هذا الملف لم يغلق بعد لان غباء هذه الحكومة من الممكن ان يقودها الى القيام بخطوة خطيرة كهذه والتي ستجلب الكوارث الى المنطقة.

وقال بركة ان هذه الحكومة تحاول ان تفرض على الشعب الفلسطيني قيادتها كما حاول رئيسها شارون فرض العديد من القيادات في عدة اماكن، ونحن نذكر حرب لبنان، التي لا زال الشعب الاسرائيلي واللبناني والفلسطيني يعانون منها، وتعيين الرئيس بشير الجميل، ان هذه المحاولات الاحتلالية لفرض القيادات على الشعوب الواقعة تحت الاحتلال وفرض الاتفاقيات وطريقة التصرف لهم، هي جرائم ليس فقط بحق الشعوب الواقعة تحت الاحتلال انما بحق الشعب الاسرائيلي الذي يدفع ثمن الاحتلال.

واشار بركة الى ما صرح به وزير المالية حول الوضع الاقتصادي وكانه غير مربوط بالوضع السياسي حيث قال ان وزير المالية تحدث عن الوضع الاقتصادي وكانه جسم منفرد عن الدولة لا يتأثر باية عوامل خارجية اي انه لا يتاثر بالموضوع السياسي والامني ومواصلة الاحتلال، ولكن في الواقع طالما لم يكن هناك استقرار في الوضع السياسي والامني وطالما استمر الاحتلال فان الوضع الاقتصادي لن يستقر.

وقال بركة ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ليس عقبة امام السلام انما هو الفرصة الوحيدة للسلام ومن يريد ان يوقع اتفاقية سلام يجب عليه ان يحترم قرار الشعب الفلسطيني وان يوقع مع من هو مخول من قبله وليس مع من عين من قبل الاحتلال.

وتطرق بركة من خلال حديثه الى مشاركته في المحاكمة السياسية لعضو المجلس التشريعي الفلسطيني مروان البرغوثي حيث تواجد هناك مع اكثر من عشرين عضوا في برلمانات اوروبية والتي تزامنت مع الذكرى السنوية الثالثة لانتفاضة الاقصى ويوم اعلان الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة احمد قريع ابو علاء فقال: ان المفاوضات يجب ان تتم من خلال هذه الحكومة التي هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني وليس من خلال الفصائل التي ترفض اي مبادرة سياسية وليس من خلال المنصاعين لما تمليه حكومة اسرائيل، وانه اذا كان لمروان البرغوثي فضل في الهدنة فيجب ان يكمل طريقه وان يقوم بواجبه، وبما انه كان من الاوائل الذين حضروا الى الكنيست من اجل التحاور من بين اعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني فان هذا الامر هو بادرة لحسن النية واذا كانت حكومة اسرائيل ومن يقف على راسها يتمتعون بقليل من الحكمة يجب عليهم الافراج عن البرغوثي وان تجلس معه حول طاولة المفاوضات.
الخميس 2/10/2003


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع