كلمة الاتحاد
هـــذا الــدم الـعـربـي!!

يتكرر هذا الموضوع في افتتاحية "الاتحاد"، لأن شلال الدم العربي لم يتوقف، وهو غزير وعزيز، وايقافه لا يتوقف فقط على النداءات رغم قيمتها، فهو نتيجة لسبب، فالقضاء على السبب يضع حدا للنتيجة.
في العراق لا يوجد أمن ولا حرية ولا سلام، دمار شامل ولا دمقراطية ولا انتعاش اقتصادي. يوجد المحتل الامريكي المجرم البشع هو وحلفاؤه وعملاؤه، في الداخل والخارج. وهذا هو السبب لمأساة الشعب العراقي وسفك دمه، ولذلك يجب ان يكون الموقف العراقي والعربي والعالمي والانساني محصورا في انقلاع الاحتلال الدموي والغاشم. وهذا يتلاقى مع الاصوات المرتفعة داخل الولايات المتحدة مما يعود بالذاكرة الى مقاومة الاحتلال الامريكي في الفيتنام. لكن الرئيس الامريكي يرسل المزيد من القوات الغازية الى العراق المرويّ بدم ابنائه وهذا منتهى الصلف والجريمة، وعلى العراق ان يكون مقبرة للغزاة كما كانت الفيتنام بالرغم من الخسائر والدمار.
في لبنان، ما يجري هناك هو نتيجة لعدوان اسرائيل وامريكا، واستهداف هذا البلد ليكون الخطوة الاولى في مخطط الشرق الاوسط الجديد الموالي للامبريالية الامريكية. ومن المؤسف ان حوار الطلاب الجامعيين تحول الى حوار بالسكين والحجر والسلاح، تبعه دور القناصين المأجورين، هم ومن يقف وراءهم، ومن يجندهم ويحركهم، والسؤال: من المستفيد؟؟ والجواب معروف. إن كل صوت يرتفع هناك ضد الولايات المتحدة واسرائيل، وخاصة في هذا الظرف الخطير والمنذر بالخطر، هو الوطنية الحقة، والتي يجب ان تكون حولها الوحدة. هو المقياس والمعيار وهذا هو الامتحان، وكل انتماء طائفي ومذهبي وسياسي وفكري يجب ان يكون جزءا حيا فاعلا من الانتماء الوطني ضد أعداء لبنان.
في غزة فلسطين وغزة هاشم، التي لم تركع للدبابة والمدفع، يجري حوار الاخوة بالسلاح، وهذا الوضع كالدغدغة على بيت الجرب لاعداء الشعب الفلسطيني وفي طليعتهم اسرائيل واحتلالها وكل من ساندها ويساندها في الاحتلال، وفي رفض ونقض تنفيذ القرارات الدولية ضد الاحتلال والتشريد ومن اجل احقاق حق الشعب العربي الفلسطيني في التحرر والحرية وتقرير المصير واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وكل مفتاح آخر لحل أية قضية في العراق ولبنان وفلسطين هو ضرب من الوهم. هنا تكمن القضية الاساسية والحل الجوهري، اما بقية الامور والمسببات فهي ثانوية بالنسبة الى القضية الاساس، رأس الافعى: الاحتلال والحروب العدوانية.

("الإتحاد")

الأثنين 29/1/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع