كلمة "الإتحاد"
الوزيرة المغلوبة على أمرها!!

أعلنت نقابات المعلمين عن توسيعها للاضراب، حيث تضرب كافة المدارس صباح اليوم، من الصف الأول وحتى الصف الثاني عشر، في مدارس العديد من مدن وبلدات شمال البلد وجنوبها، وذلك احتجاجا على استمرار الحكومة بالمماطلة في مسألة التوقيع على اتفاقيات جديدة للأجور.
ويبدو أن الحكومة لن تحرك ساكنا في الموضوع، فالاضرابات مستمرة، ولو على أجزاء، منذ اسابيع عدة، ومع ذلك لم نر تحركا من جهة الحكومة يدل على أنها معنية بازالة الغبن اللاحق بمعلمي ومعلمات المدارس.
وما يرسم الابتسامة على الوجوه، تصريح وزيرة التربية والتعليم يولي تمير، أمس الأحد في مؤتمر هرتسليا، فقد أشارت الى الاضراب الذي اعلنته نقابات المعلمين، والى أوضاع المعلمين والمعلمات الصعبة في المدارس، ونطقت بجوهرة "دعمها" لنضال المعلمين، فقالت ما معناه أنها "لا تدري كيف يستطيع المعلمون العمل في هذه الظروف؟"!!!
وبحق لا ندري كيف ينجح المعلمون بالعمل في هذه الظروف، ولكن، السؤال يتبع سائله، وإن كنا نحن السائلين، فلا حرج علينا، ولا عتاب، ولكن أن تكون وزيرة التربية والتعليم، صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في الوزارة (أي أتخن حاجة في الوزارة)، لا تعلم، فهنا علينا التوقف والتفكير ملية، وتوجيه السؤال لها: كيف لا تعلمين يا حضرة الوزيرة؟ كيف يمكنك اغماض عينيك عن آلام هؤلاء المعلمين والمعلمات، وتجاهل معاناتهم؟ كيف تغمضين أعينك عن معاناة المعلمين في مدارس البلاد، العربية واليهودية؟ فهم يشعلون اصابعهم شموعا لراحة الطلاب، ولا يأخذون مقابل عملهم هذا ما يكفي عيشهم.
واشارتك الى أن المعلمين لا يمكنهم العيش من هذه الرواتب، تدل على أمر من اثنين، الأول هو اما أنك مغلوبة على أمرك بالفعل، ولا تستطيعين التأثير، حتى من خلال موقعك كوزيرة للتربية والتعليم، على السياسة المالية في هذه الدولة، وهنا عليك اتخاذ القرار الشجاع بالاستقالة، كرد حاسم وواضح على عدم قدرتك التأثير على سياسة وعمل وزارتك.
أما الأمر الثاني فهو أنك جزء من هذه السياسة، ولكن خطابك كان موجها الى جمهور المعلمين لخداعهم، وكأنك لست جزءا من السياسة التي تميز ضدهم، وفي هذه الحالة، على جمهور المعلمين ان يوجه نضاله ضدك وضد وزارتك، كما يوجه النضال ضد وزارة المالية.
وللختام، عليك المعرفة أن مستوى التعليم يؤثر في مستقبل الدولة، وعليك أن تتخذي قراراتك بناء على هذا الأساس.

("الإتحاد")

الأثنين 22/1/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع