كلمة <<الاتحاد>>:
لإنجاز رسالة الانتفاضة الفلسطينية

تصادف في هذه الايام ذكرى مرور ثلاث سنوات على الانتفاضة الفلسطينية وبزوغ فجر بداية السنة الرابعة على استمراريتها. وقد اشعل لهيب هذه الانتفاضة قبل ثلاث سنوات تعثر العملية السياسية واغتيال حكومة براك للامل بالتوصل الى تسوية سياسية وقيام جنرال المجازر والاستيطان بزيارته الاستفزازية تحت حراسة آلاف من جند الاحتلال للحرم القدسي الشريف لتأكيد السيادة السياسية للمحتل على القدس الشرقية والمسجد الاقصى المبارك. لقد رافق هذه الزيارة لجوء قوات الاحتلال الى ارتكاب مجزرة القدس والاقصى واستشهاد عدد كبير من الفلسطينيين لا لسبب الا لانهم عبروا سلميًا عن استنكارهم لتدنيس حرمة الشرعية الفلسطينية.

لقد كانت رسالة الانتفاضة منذ اليوم الاول لاندلاعها النضال لانجاز الحق الفلسطيني المشروع بالتحرر من نير الاحتلال الاسرائيلي الغاشم واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، رسالة من اجل السلام العادل الذي يضمن الأمن والاستقرار لكلا الشعبين، الفلسطيني والاسرائيلي.
وشتان ما بين رسالة السلام العادل الفلسطينية ورسالة المحتل المخضبة بدماء العدوان والاستيطان الكولونيالي والهادفة الى مصادرة حق شعب بالحرية والسيادة والاستقلال الوطني. فخلال السنوات الثلاث الماضية برمج المحتل الاسرائيلي لحسم الصراع مع شعب الانتفاضة عسكريًا، بقوة البلطجة العدوانية العربيدة. ووضع اريئيل شارون امام حكومته اليمينية و"جينراليزمو" العسكر خطة المائة يوم للقضاء على الانتفاضة الفلسطينية وتركيع الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية لاملاءات الاستسلام الشارونية. واستخدم المحتل جميع وسائل الاجرام الهمجية والجرائم ضد الانسانية لكسر ارادة الشعب الفلسطيني، لم يرحم لا البشر ولا الحجر ولا الشجر الفلسطيني. دمر البنية التحتية والمؤسساتية الامنية والمدنية الفلسطينية، وفرض الحصار المطبعق العسكري والاقتصادي التجويعي على المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، ارتكب المجازر الهمجية في جنين ونابلس وغيرها، اغتال قياديين ولاحق واعتقل الآلاف من مقاومي الاحتلال، وقام بشكل غير مسبوق بمحاصرة رئيس سلطة منتخب، الرئيس ياسر عرفات، والتهديد بتصفيته او طرده من وطنه.

ورغم هذه الجرائم ومعاناة الشعب الفلسطيني التي تفوق طاقة البشر فقد فشل المحتل في كسر ارادة شعب تواق للحرية والاستقلال بقوة الترسانة العسكرية العدوانية وبممارسة نهج هولاكو التدمير. ولعل العبرة الاساسية التي يجب استخلاصها مع بزوغ فجر بداية السنة الرابعة للانتفاضة انه لا بديل ابدًا للخيار السياسي، للتسوية السياسية العادلة للصراع الاسرائيلي - الفلسطيني. وان مسؤولية المجتمع الدولي برمته، الجماهير الشعبية التي انطلقت بآلافها المؤلفة في شوارع التظاهر في مختلف البلدان الاوروبية وغيرها تضامنًا مع الحق الفلسطيني المشروع ومن اجل زوال الاحتلال الاسرائيلي، ان تشغل مكابس الضغط على حكومة الاحتلال والاستيطان والدماء لوقف نزيف دم عدوانها والجنوح الى التسوية السياسية لانجاز رسالة الانتفاضة بالتحرر والاستقلال الوطني.

("الاتحـاد")
الاثنين 29/ 9/ 2003


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع