يبقى الرهان المركزي على الأظفر الفلسطينية المكافحة
عـيـونـنـا الـى دمـشـق..

وصل الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أبو مازن، أمس السبت، العاصمة السورية دمشق، قادما من عمّان ضمن جولته في الدول العربية والرامية الى وضع حد للنزيف الفلسطيني الداخلي ودعم القضية الحية النابضة رغم ما يريد لها البعض من وأد مجرم.
وترددت حول هذه الزيارة، أمس أنباء أكدتها مصادر فلسطينية مطلعة ومختلفة على اعتزام أبو مازن، ورئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، على الالتقاء مساء أمس في دمشق وهو الأمر الذي لم يتم حتى كتابة هذه الأسطر، وكلنا أمل أن يكون هذ اللقاء قد عقد فعلا.
نقول بأن اللقاء الفلسطيني الفلسطيني في دمشق، أهم ما في هذه الجولة، خاصة وأن الأيام- القريبة منها والبعيدة- قد أكدت بأنه ليس هنالك ما يعوّل عليه في موقف أي من دول المنطقة، على اختلاف "محاورها"، فيما قد يتعدى بعض التكرمات المالية والبيانات الانشائية العقيمة.
لذا يبقى الرهان المركزي على الأظفر الفلسطينية المكافحة، التي تعتصر الصخر وتجترح الظلام، يبقى الرهان على الشارع الفلسطيني الذي لا يملك بذخ التعب واليأس، وكلنا أمل أن ترتقي القيادة الفلسطينية الى مستوى شعبها، هذا ما نأمل، رغم أن أيا من طرفي الخندق الواحد لم يعمل على استباق اللقاء المذكور بطرح مشاريع واقتراحات تأتي على الخلافات في الخندق الفلسطيني. ويهمنا في هذا الصدد تجاوز الخلاف الفئوي الضيق بين حماس وفتح واختراق هذه الدائرة المفرغة لصياغة وبلورة خطاب فلسطيني موحد حول ما يمكن الاتفاق عليه بخصوص مكافحة الاحتلال والانتفاض بوجهه.
إننا نرى هذه المهمة، مهمة مركزية، ونعول على الحوار الفلسطيني مراهنين على حكمة قياداته ومسؤوليتهم، وما دمنا في هذا الباب فلا مفر من التوصية بمنع احتكار هذا النقاش بين فتح وحماس واشراك كافة الجهات الفلسطينية الوطنية ونعتقد بأن الزيارة الى دمشق فرصة سانحة هامة للالتقاء بالقيادات الفلسطينية الماكثة هناك، وخاصة قيادات الجبهتين، الدمقراطية والشعبية، بالاضافة الى الاصغاء الى الصوت المسؤول، الصادر عن حزب الشعب الفلسطيني لتجاوز الأزمة، وطبعا دون تجاهل أي من الفصائل مهما تفاوت كبرها وتأثيرها، بدءا بـ"فدا" ووصولا الى الجهاد الاسلامي.
وبالمناسبة: ليس من المفروض على هذه القيادة أن تتفق على كل شيء، من واجبها الوصول الى برنامج مشترك وهو أمر ضروري وممكن في ذات الحين، ويبقى أضعف الايمان من هذه القيادة في حال فشلت بايجاد نقاط الالتقاء أن تعود الى الشارع لتحتكم الى قراره بالاتفاق الواضح والقرار الجماعي باجراء الانتخابات، مع أننا نعتقد ان في هذا ما يساوي أبغض الحلال!

الأحد 21/1/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع