رايس جاءت لتدعم المواقف الاسرائيلية...
الرد الفلسطيني على المشاريع الأمريكية ـ الإسرائيلية

على الرغم من أن هدف زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليسا رايس، واضح ومكشوف، الا أنها على ما يبدو سوف تفشل في تحقيقه، على الأقل على الصعيد الفلسطيني.
فهي على ما يبدو جاءت لتدعم المواقف الاسرائيلية دون أية إعادة نظر في حساباتها وحسابات زعيمها في البيت الابيض، ولـ"تحاصر المتطرفين في الجانب الفلسطيني" عن طريق "دعم وتقوية المعتدلين"، بمنح القيادة الفلسطينية فتاتا لا يسمن ولا يغني عن جوع، في خطوة تهدف الى شق الشارع الفلسطيني، واشعال فتيل نزاع داخلي لا يعلم أحد الى أين سيتطور. ولكن هيهات، فجواب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بعد لقائه مع "كوندي" في رام الله، كان واضحا، وقطع الشك باليقين، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني يرفض جميع أشكال الحلول المؤقتة، مثل اقتراح اقامة دولة فلسطينية بحدود مؤقتة.
برأينا، هذا الموقف أدخل اصحاب الحلول المؤقتة الى مأزق حقيقي، فهنا أكد ابو مازن عمليا على الموقف الفلسطيني الثابت القائل بأن الحل يجب أن يكون شاملا وسريعا، ليضمن لأبناء الشعب الفلسطيني حقوقهم المتمثلة باقامة دولتهم وعاصمتها القدس، وازالة المستوطنات وعودة اللاجئين.
ومع أن رايس أشارت الى الرغبة الأمريكية في إعادة تفعيل "خارطة الطريق"، إلا أنها، ومن خلال اجتماعاتها مع المسؤولين الاسرائيليين، أبقت على الدعم الأمريكي الكامل لاسرائيل، ولممارساتها ضد ابناء الشعب الفلسطيني.
نحن نرى أنه من أجل افشال البرامج الأمريكية ـ الاسرائيلية التي تخاط في اروقة الحكم في واشنطن وتل ابيب ضد الشعب الفلسطيني، يجب أن تنصب كافة الجهود في الايام أو الاسابيع المقبلة على انجاح الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني، والخروج منه بالإعلان عن اقامة حكومة وحدة فلسطينية، هدفها الأول هو رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، والاستمرار في مشروع تحرير الأرض والانسان.
يجب أن يكون واضحا أن الاقتتال الداخلي الفلسطيني لم يفد أية مصلحة فلسطينية، لا من قريب ولا من بعيد، وقد خدم فقط المصالح الاسرائيلية والأمريكية. ولهذا على صناع القرار في الساحة الفلسطينية أن يفهموا أن الوحدة تخدم المصالح الفلسطينية، وتخرج هذا الشعب من حالة الأزمة التي غاص فيها، من أجل تحقيق المشروع الفلسطيني، رغم أنف المعارضين جميعا.

("الإتحاد")

الأثنين 15/1/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع