كلمة الاتحاد:
لِتكنْ المنافسة شريفة وحضارية

اليوم الخميس، الخامس والعشرون من ايلول الموعد الاخير لتقديم القوائم الانتخابية للرئاسة والعضوية لانتخابات السلطات المحلية العربية واليهودية في مختلف انحاء البلاد.
وما نأمله وننشده ان تتحول المعركة الانتخابية في كل مدينة وقرية عربية الى عرس للدمقراطية تسوده المنافسة الشريفة والحضارية بعيدًا عن الشوشرة والتجريحات الشخصية. فهذه المعركة هي اولا وفي نهاية المطاف معركة سياسية، جوهرها ومدلولها السياسي يتعلق بطابع ومصير تطور مدننا وقرانا العربية في ظل سياسة سلطوية معادية تختزن وتطرح العديد من المخططات السوداء التي تستهدف الانتقاص من حقنا بالمواطنة في وطننا وتضع علامة سؤال كبيرة حول مستقبل تطورنا، مثل مخططات نهب ما تبقى من اراض في النقب والجليل لتنفيذ برنامج شارون وحكومته باقامة ثلاثين مستوطنة ومزرعة يهودية في النقب والجليل، ومخطط هدم البيوت العربية ومخطط الترانسفير لترحيل اهالي القرى العربية غير المعترف بها ومصادرة وتهويد اراضيهم وتركيزهم في معسكرات أشبه بالجيتوات. هذا اضافة الى الخطة الاقتصادية الكارثية لحكومة شارون - نتنياهو للعام المقبل التي تطال انيابها السامة اكثر ما تطال الجماهير العربية ومجالسها المحلية. مما سيؤدي الى تعميق واتساع نطاق ازمة السلطات المحلية وزيادة حدة البطالة والفقر في مدننا وقرانا العربية التي تعتبر اليوم اماكن مضروبة ومنكوبة بالبطالة.

ان هذه القضايا المطروحة على الجدول الآني والمستقبلي القريب والتي من المفروض موضوعيًا ومصيريًا ان تكون القضية المطروحة على ساحة المنافسة الانتخابية والتي تستدعي رصّ اوسع وحدة وطنية دمقراطية كفاحية لمواجهة تحدياتها المصيرية في كل مكان ومكان، هذه القضية تجري وللاسف محاولة لطمسها وجذب المنافسة الى مسارب هامشية، الى منافسة عائلية وطائفية وخدمة مصالح نفعية انانية بعيدًا عن رؤية المصلحة العامة ومتطلباتها، وبعيدًا عن خدمة تطور قرانا حضاريًا في ظل مواجهة سياسة التمييز القومي.

ولا نبالغ اذا اكدنا ان الحاجة الحياتية لتطور قرانا وإفشال مخططات السلطة يستدعيان ايصال من هم اهل للمسؤولية ويؤتمن جانبهم في الدفاع عن قضايا ومصالح جماهيرنا محليًا وقطريًا، بحاجة الى ادارات وطنية ومهنية مكافحة، ادارات خدمات وكرامة، ادارات تحالفات دمقراطية وطنية حقًا من جبهويين ووطنيين تقدميين ودمقراطيين.
وفي هذا السياق تبرز معركة جماهيرنا ضد مخطط الدمج السلطويـ خاصة في القرى الخمس، يركا وابوسنان وجولس ويانوح وجث المشمولة في اطار المخطط التآمري للدمج. وبموجب ما تؤكده اللجان الشعبية في هذه القرى والغالبية الساحقة من اهلها انها لن توقف المعركة لافشال ودفن مخطط الدمج بالرغم من فرض الانتخابات ومشاركة البعض في غمارها. وان المعركة ضد الدمج ستتواصل وبقوة بعد الانتخابات وتستمر حتى انجاز الهدف بالمحافظة على الهوية المستقلة لكل من القرى الخمس المذكورة.

اننا في نهاية المطاف نتمنى لجماهيرنا في مختلف مدننا وقرانا العربية النجاح في اختيار من يخدم فعلاً مصالحها الحقيقية وان تكون علاقة الاخوة الطيبة والمنافسة الشريفة الروح السائدة بين جميع القوى المتنافسة. فالانتخابات يوم وجماهيرنا مع بعضها البعض دوم.

("الاتحـــاد")
الخميس 25/ 9/ 2003


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع