الهدوء الذي شهدنا خلال اليومين الأخيرين في "ساحات المعارك" المسلحة بين عناصر حركتي حماس وفتح لا ينبغي أن يخدعنا. إننا نطرق هذا الملف هنا، للمرة الـ، حيال خطورته والهاوية الكارثية التي يتدهور سريعا باتجاهها، لنطلق صرخة عالية مدوية: إخجلوا من شهداء هذا الشعب، جرحاه، معتقليه وأسراه، أيتامه ومشرديه، شيوخه وأطفاله ونسائه، ولتخرس، قطعيا ونهائيا، أصوات الفتنة والدم، أصوات الفئوية المقيتة والتعصب الإجرامي!
إننا نشعر بأسى واختناق شديدين حيال هذا المشهد المأساوي الذي يصر كلا الطرفين على مواصلة رسم خيوطه بألوان الدم، ألوان الخزي والعار، التي لا يمكن أن يرضى بها هذا الشعب البطل الصامد، ولن، لن يغفر جريمتها.
إننا نعود لنقول هذا الكلام، مرة أخرى، حيال التصعيد الخطير الذي شهدناه أمس وأمس الأول في "حرب" الإتهامات والتصريحات المتبادلة بين أقطاب من حركتي "حماس" و"فتح"، من شأنها أن تجر هذا الشعب بأكمله إلى أتون حريق عام وشامل!
لا يزال لدينا أمل في أن ينتصر صوت العقل وأن تعلو قوة هذا الشعب على أصوات الفتنة وعلى قوة "المسلحين"، أيا كانوا! لا يزال لدينا أمل كبير في أن هذا الشعب وإن أمهل، فلا يمكن أن يهمل! لا يزال لدينا أمل في تغليب مصالح هذا الشعب ومستقبله وفي قدرته على أن يخرس، في نهاية المطاف، أصوات الرصاص والأسلحة الأخرى وأن يقطع دابر الفوضى، الفلتان والفتنة الكارثية قبل أن يورداه، أبناءه ومصالحه وقضيته، موارد التهلكة.
وإننا نؤمن بأنه لن يطول اليوم الذي سيتولى فيه هذا الشعب محاسبة كل الذين سولت لهم مصالحهم ونوازعهم العبث بتضحياته الجسام، بدمه، بأمنه، بمقدراته، بوحدته، بمصالحه وبقضيته المقدسة.
لن يأتي الفرج من الخارج، ولم يعد من الجائز الإنتظار!

("الإتحاد")