كلمة "الإتحاد"
ليتوقف هذا النهج الإجرامي!

كرّمنا رئيس الحكومة ايهود اولمرت، أمس، بـ"اعتذار" يدل على "أخلاقه العالية"، عندما اعتذر في خضم اجتماع بالرئيس المصري حسني مبارك، في شرم الشيخ، عن مقتل الأبرياء في رام الله، في عملية اجتياح همجية لجيش الاحتلال، بدعوى البحث عن "مطلوبين"!!
 وقد قتل في هذه العملية الوحشية، التي قلبت مركز رام الله الى ساحة قتال شرس، طال المواطنين الآمنين، اربعة اشخاص، من المدنيين!!!
وفي الوقت ذاته، تقريبا، في قطاع غزة، قتل خمسة فلسطينيين بنيران "فلسطينية"، منهم أحد كبار الضباط وابنتاه، في يوم ثان من المواجهات الدموية بين حركتي حماس وفتح، حيث قتل يوم أمس الأول خمسة فلسطينيين.
هنالك رابط بين استمرار الاحتلال بعدوانه الدموي على الاراضي الفلسطينية المحتلة، واستمرار قتل المواطنين الفلسطينيين، وبين الاقتتال الفلسطيني الداخلي.
فالاحتلال كالحيوان المفترس عندما يشم رائحة ضعف لدى الخصم أو الغريم، يبدأ بتصعيد هجومه.. فكم بالحري عندما يكون هذا الضعف نابعا عن شقاق في الصف الواحد.
لا يمكن تحرير الارض الفلسطينية دون وحدة صف حقيقية، ترتكز على المصلحة الفلسطينية والرؤية الاستراتيجية، لتحقيق الهدف المنشود، وطالما بقي القتال مستعرا داخل البيت الواحد، فإن ذلك سيبقي الاحتلال رابضا فوق الارض المحتلة، دون أن يشعر أنه مضطر لتركها والانسحاب منها.
علينا التأكيد أن الفلسطينيين الأربعة الذين قتلوا في رام الله، هم شهداء سقطوا بنيران الاحتلال الغاشم، ولكن القتلى في قطاع غزة، الذين بلغ عددهم خلال اليومين الاخيرين، عشرة قتلى هم ايضا شهداء، الا أنهم شهداء سقطوا بنيران اخوتهم، وهنا تكمن الطامة الكبرى.
على القيادة الفلسطينية، في مؤسستي الرئاسة والحكومة، وقيادة الفصائل، وخاصة حماس وفتح، أن تقف لتفكر لحظات معدودة، وأن تسأل نفسها الى اين سوف تصل الأوضاع بهذا الشعب البطل الصابر، اذا ما قاموا هم بوقف هذا الاحتراب، وتوجيه كل الجهود لمقاومة المحتل، والعمل على اخراجه من الارض الفلسطينية المحتلة.

("الإتحاد")

الجمعة 5/1/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع