احقنوا الدم الفلسطيني...

تتوالى الأحداث المؤسفة والتي تثير الخزي في كل محب ومؤيد وداعم لنضال الشعب الفلسطيني البطولي من أجل احقاق حقه في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وانهاء الاحتلال عن ارضه، تتوالى هذه الاحداث في الاراضي الفلسطينية المحتلة، فقد قتل بالامس ثلاثة فلسطينيين، واصيب عشرة آخرون جراح بعضهم خطرة، في مواجهات عدة في شمال قطاع غزة، في جباليا وفي بيت لاهيا، ومن بين هؤلاء القتلى سيدة في مطلع العشرينيات من عمرها.
ولا يسعنا القول هنا، سوى أن هذه الأحداث والجرائم المتبادلة، التي يكون مسرحها الشوارع والأحياء المكتظة بالمواطنين الأبرياء الذين لا ذنب لهم في هذه المواجهات سوى كونهم من المارة، هذا بالاضافة الى مقتل العشرات من الشبان من الحركتين المتصارعتين، فتح وحماس، كان الأجدر بهم وبقياداتهم أن تولي جل جهودها لمقاومة المحتل، من اجل احقاق الحق الفلسطيني.
ورغم مرور اسابيع عدة على بدء هذه الأحداث المخجلة، في جولتها الجديدة والاشد، ورغم الوصول الى اتفاق لوقف اطلاق النار، اكثر من مرة، الا أنه على ما يبدو فإن غريزة الانتقام تدفع مثيري الشغب، من شواذ هذا الشعب المناضل البطل، الى الاستمرار في سفك دماء بعضهم بعضا، دون وازع ضمير ودون أي تفكير في مصير هذا الشعب، خاصة على ضوء تصاعد سياسة الرفض الاسرائيلية لكل مطلب فلسطيني حق.
على الشعب الفلسطيني اعادة ترتيب اوراقه سريعا، والعودة الى المسار الصحيح بشكل يضمن عدم اتاحة الفرصة لاسرائيل بانتهاز الشقاق الداخلي من أجل القضاء على أي بارقة أمل في تحقيق السلام الشامل المبني على العدل.
احقنوا الدم الفلسطيني، فهذه هي الفرصة الأخيرة ربما، لاعادة القضية الفلسطينية الى مسارها النضالي الصحيح، الذي ستكون نهايته الحتمية اقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، وازالة كافة المستوطنات وحل قضية اللاجئين على اساس قرار الأمم المتحدة رقم 194 القاضي بالعودة أو التعويض.
على الشعب الفلسطيني أن لا يسمح لأصابع الفتنة باللعب في قضيته العادلة، حتى وإن كانت هذه الأصابع محلية، وقيادية وتحظى بتأييد شعبي، فالمصلحة الفلسطينية العامة فوق كل اعتبار.

الخميس 4/1/2007


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع