ردا على امريكا، اسرائيل و... الظواهري
علـى أصحـاب الاتـفاق ضمـان احترامـه وتطبيقـه!

الهدوء الذي ساد المناطق الفلسطينية، وخاصة مدينة غزة وقطاعها، نهار أمس ـ بعد اشتباكات مسلحة عنيفة وقعت فجرا وأوقعت قتيلين وعددا من الجرحى ـ قد يحمل إلينا (بل هذا ما نتمناه) شعاع أمل في أن صوت العقل وتغليب مصالح الشعب الفلسطيني الوطنية ومستقبله سيخرس، في نهاية المطاف، أصوات الرصاص والأسلحة الأخرى وسيقطع دابر الفوضى والانفلات والفتنة الكارثية قبل أن يوردا هذا الشعب، أبناءه ومصالحه وقضيته، موارد التهلكة.
نقول هذا بكثير من الحذر بعد التجربة المريرة التي تعرض لها هذا الشعب الصامد خلال الأيام الأخيرة، خلافا لإرادته ومصالحه، حيث لم تصمد اتفاقات "الهدنة" السابقة التي كان تم التوصل إليها بين حركتي فتح وحماس، بوساطة فصائل وقوى فلسطينية مختلفة.
لكننا نقوله، من جهة أخرى، بكثير من الأمل والإيمان بقوة هذا الشعب وقدرته على تضميد جراحه، مهما بلغ عمقها وأيا كانت الأيادي التي تسببها له، لينطلق كطائر العنقاء متشبثا بوحدته الوطنية التي لا سبيل سواها إلى وقف مأساته وإحقاق حقوقه. وسيأتي اليوم، مهما طال الزمن، الذي سيتولى فيه هذا الشعب محاسبة كل الذين سولت لهم مصالحهم ونوازعهم العبث بأمنه، ومقدراته، ووحدته، ومصالحه، وقضيته المقدسة.
نحن نريد أن نؤمن بأن "الهدنة الشاملة" التي أعلن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، التوصل إليها مساء أمس الأول الثلاثاء، وأكدها وزير الداخلية، سعيد صيام، ستكون كذلك حقا: هدنة شاملة ونهائية! ونريد أن نؤمن، أيضا، بأن قادة كلا الطرفين، الرئاسة (فتح) والحكومة (حماس)، سيبذلون كل ما في وسعهم، عملا على الأرض لا مجرد كلام وتصريحات، لضمان احترام ما اتفقا عليه وضمان تطبيق هذه الهدنة وصيانتها والضرب بيد من حديد (يد واحدة مشتركة!) كل من يشذ عن هذا الاتفاق أو يأتي بما يمكن أن يعرقله ويحبطه، سواء بالكلام أو بالأفعال!
هذه الهدنة ضرورية جدا لإفساح المجال أمام الفرقاء للعودة السريعة، أقرب ما أمكن، إلى طاولة الحوار الوطني الصادق والبناء سعيا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تضمن وحدة هذا الشعب في مواجهة الاحتلال وممارساته، أولا، وتكون قادرة على تحريك العجلة باتجاه إخراج هذا الشعب من محنته الحالية والتخفيف من مأزقه المعيشي، ثانيا، ومن ثم النهوض بمهمات العمل السياسي اللازم، ثالثا.
إن مواجهة هذا التحدي والنهوض بأعبائه وتبعاته سيشكل الرد القاطع على كل المتربصين بوحدة هذا الشعب، مصالحه وحقوقه، دوائر القرار الإسرائيلية والأمريكية، كما سيشكل الرد القاطع، أيضا، على وقاحات أيمن الظواهري وتطاولاته والتي كان آخرها هجومه على حركة حماس، أمس، لأنها "لم تطالب بأن يكون لفلسطين دستور إسلامي قبل الدخول بأية إنتخابات"؟!! 

("الإتحاد")

الخميس 21/12/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع