ردًا على تجدّد مشروع ''الخدمة المدنيّة''
الجبهة تؤكّد أن حقوق المواطنين العرب مشتقّة، أساسًا، من انتمائهم لوطنهم، وتحذّر من إلقاء مسؤوليّة التمييز على الضحيّة

* الجبهة، التي قامت بحملة سياسية وإعلاميّة ضخمة ضدّ المخطط قبل سنة تتدارس في هذه الأيّام كيفيّة التصدّي الواعي لهذا المخطط ومن أجل إقناع المجتمعين اليهودي والعربي بصحّة وقوّة موقف الجبهة *

في أعقاب إعلان مكتب رئيس الحكومة عن إقامة مديريّة لتطبيق الخدمة المدنيّة على العرب والمتدينين اليهود مقابل حصول الشباب العرب على الحقوق أكدت الجبهة الديمقراطيّة موقفها الواضح من حقوق الجماهير العربيّة غير المشروطة بتقديم خدمات عسكريّة تخدم الاحتلال أو "مدنيّة" تكرّس التمييز وتشوّه الانتماء الوطني.
وجاء في بيان الجبهة أن الجماهير العربيّة أوعى اليوم لذاتها وموقعها وهي التي تسخط وترفض تطبيق الخدمة العسكرية القسريّة على شرائح من شعبنا، ترى أن هذه الشرائح خاضعة للتمييز والإهمال في دولة تعتبر نفسها يهوديّة تعريفًا وممارسةً فظّة لهذا التعريف.
وأكد البيان أن مصدر التمييز غير نابع من كون الجماهير العربيّة لا تخدم في جيش الاحتلال (الجماهير العربيّة ترفض من منطلقاتها الوطنيّة والمدنيّة والإنسانيّة، والسلطة ترفض من منطلقاتها "الأمنيّة" وأيدلوجيّتها حيث أن الجيش أحد أهم أدوات الصهر وبناء مجتمع يهودي إسرائيلي على مقياس المؤسّسة) فالتمييز ضدّ الأطفال العرب ليس نابعًا من أن الطفل العربي لن يخدم مستقبلا!! وكذلك ضدّ السلطات المحليّة!! لذا فكما "أننا لم نطفُ بالأمس في حفنة ماء، لن نطفوَ اليوم (على قشّة الخدمة المدنيّة) في حفنة ماء".
وأكد البيان أن منطلقات "الخدمة المدنيّة" ليست مدنيّة، وإلا فلماذا قُدّم هذا التقرير إلى وزارة "الأمن" وليس إلى وزارة أكثر مدنيّةً كالرفاه والتعليم والداخليّة (بالرغم من ارتباط هذه الوزارات بعقليّة شوفينية "أمنيّة") ولماذا عُيّن مجلس الأمن القومي لمتابعة سير هذه الخدمة؟!!
وتابع البيان كيف لنا أن نخدم خدمة مدنيّة وأن نحصل على شهادة الخدمة من وزارة "الأمن" بينما قِيَم الدولة هي أحاديّة القوميّة، وعسكريّة ورأسماليّة وليست مدنيّة ابدًا.
وأكّد البيان أنّ الجبهة التي ترى كيف يتمّ إخلاء مدننا وقرانا من المؤسسات الرسميّة كالمحاكم والطابو وغيرها التي نقلت من الناصرة إلى "نتسيرت عيليت" والتأمين الوطني الذي نُقل من سخنين إلى "تراديون" والنوايا بإقامة جامعة الجليل في كرمئيل وليس في الناصرة أو سخنين وغيرها الكثير.. فمن حقّنا أن نسأل أين يخدم أبناؤنا؟! أيخدمون عند "الشعب الأرقى" كما أراد لوبراني وبالطريقة الأحكم "الخدمة المدنيّة"؟!
وأكد بيان الجبهة أن الجواب على نسَب البطالة المرتفعة في قرانا ومدننا هو إيجاد أماكن عمل وتعليم وليس زجّ الشباب في أعمال السخرة، وربّما خدم شخصان خدمة مدنيّة مكان عامل أو موظّف وبذلك نزيد البطالة كما حدث في "غفعات أولغا" قبل سنة!
لا تنسى الجبهة حينما كانت تقوم بأشرف الخدمات المدنيّة والوطنيّة والقوميّة في أيام العمل التطوّعي في الناصرة كيف كانت السلطة تقمع هذه الخدمات الوطنيّة التطوعيّة التي تهدف إلى تطوير مجتمعنا وتعزيز انتمائه لوطنه وليس لدولة تتعامل معه بعداء وتمييز كما تهدف الخدمة السلطويّة "المدنيّة".
وجاء في البيان لعلّ أسوأ ما في مخطّط الخدمة المدنيّة هو إصرار المؤسسة الحاكمة على تحميل الضحيّة مسؤوليّة التمييز ضدّها! ومحاولة سلطويّة لإقناع الجمهور الواسع بأن الجمهور العربي رفضيّ ولا يريد تقديم أي شيء للدولة في محاولة لتبرير التمييز ووضعه المدنيّ المتخلّف، وأكد البيان ان طريق الحقوق عرفته جماهيرنا بعد النكبة مباشرة وهو النضال، أقصر وأشرف الطرق لنيل الحقوق.
وجاء في البيان تعود الجبهة وتؤكّد أن أشرف الخدمات القوميّة والوطنيّة والمدنيّة هي في المعركة الطوعيّة ضدّ الاحتلال والتمييز ومن أجل السلام والمساواة والعيش الكريم بين اليهود والعرب.

الخميس 14/12/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع