كلمة "الاتحاد"
ألموقف الإسرائيلي من تقرير بيكر – هملتون

تسلم الرئيس الامريكي أمس الاول الاربعاء، تقرير لجنة بيكر – هملتون، وما يتضمنه من توصيات حول مواجهة ازمة الاستراتيجية الامريكية في المنطقة وخاصة ازمة الاحتلال الامريكي المتورط في اوحال المستنقع العراقي وفشل السياسة الخارجية الامريكية في منطقة الشرق الاوسط.
وكان من الطبيعي ان يثير موقف حكومة اسرائيل، الحليف الاستراتيجي العدواني لادارة بوش، من توصيات تقرير لجنة بيكر – هملتون، خاصة وان التقرير يقر ويعترف بفشل استراتيجية العربدة العدوانية الامريكية في العراق والشرق الاوسط! فاسرائيل الرسمية لا تستطيع اخفاء حقيقة مساهمتها في هذا التقرير. فنائب وزير الامن الاسرائيلي، افرايم سنيه، أسهم "بمعرفته المهنية" – حسب "يديعوت احرونوت" 7/12-  في تقديم وجهة نظره للجنة المذكورة. ورغم ذلك، فانه ومنذ صدور التقرير تنطلق من اروقة الحكومة الاسرائيلية تقديرات وتقييمات ديماغوغية مختلفة على ألسنة مصادر اسرائيلية سياسية رفيعة المستوى. فبعض هذه المصادر يصرح "لا حاجة للقلق بالرغم من انه يجري الحديث عن تقرير سيء بالنسبة لاسرائيل". وتعتمد في تقييمها هذا على ان ما جاء في التقرير يناقض السياسة الاساسية التي ينتهجها بوش. وفي مكتبي رئاسة الوزراء ووزارة الخارجية الاسرائيلية يحاولون الاشارة الى بعض التوصيات التي لم تلقَ الرضا في الاعين الاسرائيلية الرسمية، ويعملون على توجيه السهام الى جيمس بيكر بانه يسوّق في التقرير "آراءه المسبقة ضد اسرائيل" مثل الاشارة الى حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وان الادارة الامريكية لا تستعمل هذا التعبير وهذه الصياغة ابدا، بل تستعمل تعبير "لاجئون". كما يبدي بعض المسؤولين السياسيين الاسرائيليين قلقهم لما جاء في التقرير من ربط مبالغ فيه لجأ اليه جيمس بيكر من القضية العراقية وقضية النزاع الاسرائيلي – العربي الذي قد يؤثر على وجهة نظر الرأي العام الامريكي. فحسب رأي هؤلاء "فان ما يقوله بيكر للامريكان هو انه لحل مشكلة العراق يجب حل قضية الصراع الاسرائيلي – العربي، واذا لم تتجه اسرائيل لحل هذه القضية فانها عندئذ تمنع عمليا قدرة امريكا على حل المشكلة العراقية. هذه الاشياء لن تغير السياسة الامريكية ولكننا لن نفاجأ اذا سمعنا في الولايات المتحدة الامريكية اصواتا اخرى تقول "انه بسبب اسرائيل ينزف دم جنود امريكيين". كما يصرحون انه عندما كان بيكر وزيرا للخارجية الامريكية تحدث عن انسحاب اسرائيلي من هضبة الجولان السورية المحتلة ولكن الادارة الامريكية لم تضغط على حكومة اسرائيل للانسحاب من الجولان.
لقد كان تعقيب وزارة الخارجية الاسرائيلية الرسمي على التقرير يعكس حقيقة التنسيق الاستراتيجي بين تحالف العدوان الاسرائيلي – الامريكي، فقد جاء في التعقيب "لا يستحق ان تعقب اسرائيل عينيا على تقرير داخلي امريكي يتركز على العراق ويشمل آراء حول مواضيع متعلقة بالمنطقة. اسرائيل ستواصل العمل بتنسيق مع الادارة الامريكية في المواضيع المتعلقة بالمنطقة واسرائيل"!!


("الإتحاد")

الجمعة 8/12/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع