الــنــقــــب . . الــنــقــــب !

الليلة المنصرمة كانت باردة جدا، لكنها في النقب أبرد، وفي قرية الطويل أبرد وأبرد، فهناك قضى العشرات من أبناء هذه القرية المبادة ليلتهم في العراء، عراء الصحراء السافر!
17 منزلا وبراكية أبيدت ليبقى العشرات وبمعظمهم أطفال دون أي مأوى ولو مؤقت.
هؤلاء الآباء لا يعرفون متى سيتمكنون من اعادة المنازل الى أبنائهم. هؤلاء الأطفال لا يعرفون متى سيتمكنون من ايجاد أسرّة تحتضن أحلامهم الطيبة، لكننا نحن نعرف، ونعرف بالضبط.
نحن، الجماهير العربية الخيرة والقوى الدمقراطية اليهودية، نعرف أن بوسعنا اعادة تعمير 17 منزلا وبسرعة غير متوقعة. هذا ما نعرفه وهذا ما نعول به على أنفسنا، وليس على أحد آخر، فلنعد المنازل لأصحابها، فلنعد الأحلام الى منازلها، ولنباشر فورا باعادة التعمير، والتي بدأت بنصب خيمة الاعتصام في القرية.
علينا أن نتبرع جميعا، بالدعم المادي وبالاعتصام وبعملية البناء نفسها، لأن القضية ليست قضية هذه القرية أو تلك، ليست قضية هذه القبيلة أو تلك، إنما قضيتنا نحن، قضية الجماهير العربية في البلاد، قضية بقاء وتطور، قضية حق شرعي، الدفاع عنه واجب مشرع!
وعلينا أن نقول بالصوت الواضح بأن المشكلة لم تكن مرة بسبب أبناء النقب العرب، فهم أول المعنيين بحل هذه الاشكاليات، هم أول المعنيين بحياة آمنة مطمئنة، لكنهم غير مستعدين أن يتنازلوا في سبيل هذا عن أرض الآباء والأجداد، هم معنيون بالتجمع في مدن متطورة ومعترف بها، ولكن ليس على حساب الاعتراف بملكيتهم للأرض، ولا على حساب عاداتهم وتقاليدهم بالبناء والسكن، ما دامت الأرض لهم فلمن الحق بالتحكم كيف يعيشون؟!
وأما الحجة اياها المسماة بناء غير مرخص فما عادت لتنطلي على أحد. وهنا لن نتحدث عن مسؤولية اسرائيل الأولى والأخيرة بسكن عشرات ألوف المواطنين العرب في المباني غير المرخصة، بل في القرى غير المعترف بها أصلا، لكننا سنتحدث عن عشرات التجمعات السكانية والتجارية العملاقة في البلاد دون أي تراخيص ودون مراعاة لأي قانون. فلماذا البراكيات ويغض النظر عن المجمعات، ربما لأن هذه الأخيرة، بحاجة الى بلدوزرات أضخم وأكبر كلفة؟!

الخميس 7/12/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع