كلمة <<الاتحاد>>:
في ذكرى مجزرة ((صبرا وشاتيلا))

تصادف اليوم، 17 ايلول، الذكرى السنوية الـ-21، للمجزرة الهمجية الدموية التي ارتكبها المحتل الاسرائيلي وعملاؤه من اللبنانيين ضد المدنيين الفلسطينيين في مخيمي "صبرا وشاتيلا"، حيث ذبح وقتل بالسلاح الابيض وبالرصاص الناس الابرياء العزل من السلاح، من النساء والاطفال والشيوخ والشباب.
وتأتي هذه المناسبة المشؤومة في وقت يواصل فيه جنرال المجازر في "صبرا وشاتيلا"، اريئيل شارون، وهذه المرة من موقع رئاسة الحكومة، ارتكاب الجرائم والمذابح ضد الشعب الفلسطيني في المناطق الفلسطينية المحتلة والعمل على تصفية قياداته الى درجة اتخاذ قرار بازاحة، طرد او قتل، القائد المنتخب والرمز الكفاحي للشعب الفلسطيني، الرئيس ياسر عرفات.
ان جلاوزة الجرائم في حكومة الاحتلال والدماء اليمينية لا يريدون استخلاص العبر الصحيحة من حرب لبنان ومن ما يشبه حرب الابادة ضد الشعب العربي الفلسطيني، وخاصة استخلاص العبر الاساسية من دروس التطور التاريخي للشعوب انه لا يمكن كسر ارادة اي شعب يناضل من اجل حريته وسيادته الوطنية او تركيعه ودفن قضيته بواسطة الحسم العسكري وقوة ذراع البلطجة العسكرية العربيدة. فبعد ايام قليلة تصادف الذكرى السنوية الثالثة لمجزرة القدس والاقصى التي اشعل ثقاب نيرانها الزيارة الاستفزازية التي قام بها اريئيل شارون بالتنسيق مع ايهود براك الى المسجد الاقصى المبارك، مجزرة دموية فجرت انتفاضة الشعب الفلسطيني الثانية. ولم تبق جريمة ضد الانسانية لم يرتكبها الاحتلال وجنوده وعصابات مستوطنيه ضد البشر والحجر والشجر في المناطق الفلسطينية المحتلة، ولم يستطع حسم المعركة عسكريًا وتركيع الشعب الفلسطيني وقيادته لاملاءات الاستسلام الشارونية.
ورغم المجازر والجرائم والهدم والتدمير التي يرتكبها المحتل ويواجهها الشعب الفلسطيني امتدادًا من قبل مجزرة "صبرا وشاتيلا" وما بعدها، امتدادًا من مجزرة مخيم جنين الى مجزرة نابلس ومجزرة غزة، فإن هذا الشعب الصابر لم يطو علم السلام العادل، كما لم يطو علمه الكفاحي المتمسك بثوابت حقوقه الشرعية، بحقه بالحرية والاستقلال الوطني في اطار دولة سيادية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية. وفي وقت يمارس فيه الاحتلال جرائم تصفية واغتيال قيادات فلسطينية ويواصل فيه هؤلاء اعمال التدمير والتخريب الهمجي والملاحقات والاعتقالات واقرار ازاحة عرفات، في هذا الوقت بالذات، ورغم الآلام والمعاناة، تنطلق من مقر الرئاسة الفلسطينية التي يحاصرها المحتل الغاشم مبادرة لحقن الدم ولاطلاق العجلة نحو التسوية السلمية. فكما صدر من مقر الرئاسة فان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، اطلق مبادرة سلمية سيطرحها بعد تأليف الحكومة الفلسطينية، في نهاية هذا الاسبوع، مضمونها الاساسي الاتفاق على هدنة مع حكومة اسرائيل يجري بموجبها ايقاف مختلف اشكال العمل العسكري، وقف اطلاق نار مطلق، يجري على قاعدته الجلوس حول طاولة المفاوضات للاتفاق على الحل الدائم الذي ينهي الاحتلال الاسرائيلي ويؤدي الى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة التي مهرها شهداء مجزرة "صبرا وشاتيلا" وجنين وغيرهم بأغلى ما يملكون، بحياتهم. مبادرة رفضتها حكومة الكوارث وهي في مهدها بعد. فهل تعمل الاسرة الدولية وهيئة الشرعية الدولية على احتضانها والضغط على حكومة اليمين لقبولها؟؟

("الاتحـــاد")
الاربعاء 17/ 9/ 2003


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع