مواجهة العنصرية في عقر دارها، عمل شجاع ومطلوب

في اعقاب تصريحات رئيس بلدية الرملة، يوئيل ليفي، العنصرية الفاشية، التي تطاول فيها على العرب وحضارتهم، واستعمل فيها كلمات بذيئة، على خلفية مطالبة عدد من المواطنين العرب في الرملة، للبلدية بتغيير الاسماء العبرية لعدد من الشوارع التي تقع في احياء عربية، باسماء شخصيات قيادية عربية، قام عدد من رفاق فرع الشبيبة
الشيوعية في تل ابيب، بالتوجه الى الرملة، والصاق اوراق تحمل اسماء شخصيات من قيادة الجماهير العربية، مثل القادة الشيوعيين توفيق زياد واميل حبيبي وعبد الله زقوت، على اللافتات التي تحمل اسماء عبرية للاحياء التي يسكنها العرب في الرملة.
وبقية القصة معروفة، فبعد قيامهم بهذا العمل، الذي يتطلب شجاعة فائقة، خاصة في مدينة تعشش في عقل قادتها عنصرية من اسوأ الأنواع، عنصرية اختلط فيها القومي بالديني...
تجب الاشادة هنا بهؤلاء الرفاق على العمل الدمقراطي الذي قاموا به، فهم اختاروا أن لا "يمشوا الحيط الحيط"، وقرروا أن يواجهوا العنصرية في عقر دارها، معلنين بهذا موقفهم الدمقراطي الصلب، المبني على اسس انسانية ندر وجودها في هذه البلاد، مع معرفتهم المسبقة، أن عملهم هذا قد يوقعهم في مطب الاعتقال، وتبعاته.
قيامهم بهذا العمل، برفقة العديد من رفاق الحزب الشيوعي العرب في الرملة، يشدد على الأهمية البالغة للشعار الذي يرفعه الحزب الشيوعي منذ اقامته، شعار الاخوة العربية اليهودية، والنضال الدمقراطي من أجل المساواة بين الشعبين في هذه البلاد، نضال خطته دماء مئات، بل آلاف المناضلين العرب واليهود، على مر عشرات السنوات.
نعي الصعوبة التي يواجهها كل يهودي قرر أن يكون جزءا من النضال اليهودي العربي من أجل الدمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية، فأن تكون جزءا من الشعب المسيطر (بكسر الياء)، وأن تختار بوعي كامل أن تقف الى جانب المجموعة القومية المستضعفة والمظلومة، هو أمر بغاية الصعوبة ويوجب التحية والاكبار والاعتزاز.
علينا هنا أن نشير ايضا الى الموقف الذي عبر عنه النائب الجبهوي، والدكتور دوف حنين، وهو الموقف الذي عبر عنه الحزب الشيوعي والجبهة دوما، وهو موقف الاعتزاز برفاق الشبيبة الذين قاموا بهذا العمل الدمقراطي الشجاع.
يجب التشديد هنا على ضرورة الاكثار من النهج النضالي الدمقراطي كالذي قام به الرفاق من تل ابيب، فمواجهة العنصرية في عقر دارها، هي السبيل للقضاء عليها.

الأحد 3/12/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع