كلمة الاتحاد:
لترميم جسور العلاقات السورية - الفلسطينية

استقبلنا بترحاب مهاتفة وزير الخارجية السوري، فاروق الشرع، للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، والتي عبّر من خلالها عن تضامن سوريا النظام مع الرئيس والشعب الفلسطيني وادانتها واستنكارها للقرار الارهابي الذي اتخذته حكومة اليمين الشارونية بتصفية قائد ورمز مسيرة الكفاح التحرري الفلسطيني من اجل الاستقلال الوطني. رحبنا في وقت يحدونا الامل ان تكون هذه المكالمة التلفونية من دمشق مؤشرًا لفتح صفحة جديدة في العلاقات السورية- الفلسطينية الرسمية، وخاصة بين النظام السوري والرئيس الفلسطيني ابو عمار والعمل على ترميم الجسور التي هزت اركان هذه العلاقة خلال العشرين سنة الماضية ومنذ توقيع اتفاقات اوسلو في العام 1993.

فواقع الصراع في المنطقة وطابعه الاساسي في ظل المخطط الاستراتيجي العدواني الامريكي - الاسرائيلي ضد بلدان وشعوب المنطقة يحتمان موضوعيًا التنسيق الاستراتيجي السوري - الفلسطيني لمواجهة التحديات المصيرية في هذه المرحلة الراهنة. فسوريا النظام والشعب وفلسطين السلطة والقيادة الشرعية والشعب يواجهان أخطر مؤامرة سوداء اسرائيلية - امريكية تستهدف في نهاية المطاف مصادرة الحقوق الوطنية الشرعية السورية والفلسطينية وفرض الهيمنة الاستعمارية على المنطقة برمتها ونهب خيراتها وثرواتها. ففي وقت يصعّد فيه المحتل الاسرائيلي ما يشبه حرب الابادة ضد الشعب الفلسطيني وقيادته وحقوقه في المناطق الفلسطينية المحتلة، فانه في الوقت ذاته يصعد من عمليات تكثيف وتوسيع دائرة الاستيطان الكولونيالي السرطاني في الهضبة السورية المحتلة. وفي هذا الزمن العربي الرديء الذي تكن فيه غالبية الانظمة العربية الولاء لمواقف التخاذل المعيبة وعدم الجرأة في الخروج على بيت الطاعة الامريكي - الاسرائيلي، فإنه أصبح من الاهمية المصيرية بمكان بلورة تحالف استراتيجي من جميع القوى المناهضة للمخطط الاستراتيجي العدواني الامريكي - الاسرائيلي للهيمنة على المنطقة ومقدراتها. تحالف يكون محوره الاساسي التعاون والتنسيق الاستراتيجي السوري - الفلسطيني وجذب مختلف القوى التقدمية والوطنية والدمقراطية من مختلف بلدان المنطقة الى اوسع وحدة صف كفاحية دفاعًا عن الحقوق الوطنية ومن اجل انجاز السلام العادل، الشامل والثابت في المنطقة. تحالف يكون بمثابة مكبس ضغط مساند للحق الفلسطيني المشروع ومتضامن معه في المعركة لافشال المخطط التآمري المخضب بالدماء الذي تمارسه حكومة الاحتلال والاستيطان والجرائم اليمينية الشارونية لمصادرة الحق الفلسطيني بالتحرر والاستقلال الوطني.

تحالف وطني تقدمي كفاحي واسع في المنطقة يضغط، كل في موقعه، من اجل تقليم اظافر العدوان وتواطؤ وتخاذل الانظمة، والعمل باتجاه رفع أسهم التسوية السياسية ودفع عجلتها نحو تسوية سياسية عادلة نسبيًا تقود الى زوال الاحتلال الاسرائيلي من الاراضي السورية والفلسطينية المحتلة والى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة الشرط الاساسي لسيادة السلام والامن والاستقرار في المنطقة.

("الاتحاد")
الثلاثاء 16- 09- 2003


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع