''الأمور تسير في فلسطين نحو الانهيار''!
فـلـتـنـتـه "الـمـفـاوضـات"!

تطوران اثنان حملهما يوم أمس في شأن الحرب التصفوية المفتوحة التي تشنها الحكومة الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة، تحتم المسؤولية الوطنية ( وكذلك، الإنسانية ـ الأخلاقية) على قادة حركتي "حماس" و"فتح" الفرملة السريعة ووضع حد، فوري ونهائي، لهذا "التلهي" في ساحة "المفاوضات المفتوحة" بينهما حول تشكيل حكومة وحدة وطنية تكون قادرة على الإمساك بزمام الأمور ودعم صمود أبناء الشعب الفسطيني في وجه الحرب الإسرائيلية والإنتقال إلى مرحلة الفعل السياسي ـ الوطني المسؤول حماية لهذا الشعب ومستقبله وقضيته.
التطور الأول يتمثل في القرارات التي انتهى إليها المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية الإسرائيلي، وفي مقدمتها تصعيد "العمليات العسكرية"، بداء بالإغتيالات "الموضعية" (؟!) مرورا بضرب المؤسسات المدنية (التابعة لحركة "حماس"، حسب القرار) وانتهاء بالطلب من الجيش إعداد وتقديم خطط لـ "عملية عسكرية واسعة النطاق" على قطاع غزة!
و"لتوضيح" ابعاد هذا القرار، قالت ناطقة حكومية إسرائيلية أن "الاجتياح الإسرائيلي بالكامل للقطاع مطروح بشكل دائم على طاولة الحكومة الإسرائيلية"، في الوقت الذي ذكرت فيه مصادر أمنية فلسطينية أن عددا من الدبابات والآليات الإسرائيلية توغلت، ظهر أمس، في شمال شرق بيت حانون وفي بيت لاهيا شمال القطاع وسط إطلاق كثيف للنار.
أما التطور الثاني، فهو المؤتمر الصحفي الذي عقده قادة ستة من الفصائل الفلسطينية الأساسية في غزة أمس،  والذي أجمعوا فيه على تحميل حركتي "حماس" و"فتح"، كلتيهما، مسؤولية فشل حوارهما بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية واتهامهما بـ "احتكار الحوار حول هذا الموضوع"!، مطالبين بـ "توسيع الحوار ليشمل الجميع في الساحة الفلسطينية"، ومؤكدين ـ في بيان مشترك ـ على أن "استمرار الحوار ثنائيا بين فتح وحماس هو حوار احتكاري تحكمه المصالح الفئوية ويؤدي إلى محاصصة وليس الشراكة السياسية"، ذلك أن "طريقة توزيع الحقائب الوزارية في حكومة الوحدة القادمة تعمق الانقسام بين الشعب الفلسطيني وكذلك بين حماس وفتح"!
وقد أكد ممثلو الجبهة الديمقراطية وجبهة النضال الشعبي وجبهة التحرير الفلسطينية والاتحاد الوطني الفلسطيني- فدا والجبهة العربية الفلسطينية وحزب الشعب، أن "الأمور تسير في فلسطين نحو الانهيار"!
وإزاء هذه التطورات، لا بد من التأكيد على أنه إذا لم يسارع قادة "حماس" و"فتح" معا، إلى الإرتقاء إلى درجات المسؤولية الضرورية ووضع حد فوري ونهائي لمسلسل المماطلات والتسويفات في "مفاوضاتهم" الثنائية هذه، وكأن لديهم متسع لا ينتهي من الوقت بعيدا عن نبض الشعب الفلسطيني وهمومه وبما يتناقض مع مصالحه وتطلعاته، فإنهم يضعون أنفسهم، وبالتالي حركتيهم أيضا، في موضع أقل ما يقال فيه أنه لا يتماشى مع حاجات هذا الشعب وإرادته ومستقبله!

"الإتحاد"

الخميس 23/11/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع