عودة مسلسل جرائم الاغتيالات والتآمر الى لبنان

جريمة جديدة ارتكبت امس، بحق مساعي الخروج من الازمة السياسية في لبنان. فقد تمّ اغتيال وزير الصناعة اللبناني بيير الجميّل الذي ينتمي في البرلمان اللبناني الى الغالبية النيابية المعروفة بمجموعة الرابع عشر من آذار.
والسؤال الذي يطرح نفسه بشكل منطقي هو من له مصلحة، وفي ظروف الازمة السياسية التي يمر بها لبنان، باغتيال بيير الجميّل؟ فالازمة السياسية في لبنان نشأت على خلفية تغيير الموازين السياسية ، موازين القوى بين اكثرية برلمانية نيابية تحكم لبنان بتواطؤ مع التدخل الامريكي السافر في الشأن الداخلي اللبناني، ولكن هذه القوى اصبحت اقلية من حيث موقعها الجماهيري وتأييد الجماهير الشعبية لها. فلحل هذا التناقض بين حكومة اكثرية نيابية واقلية شعبية مدعومة بالاساس من كتل تحالف الرابع عشر من آذار، جماعة المستقبل برئاسة سعد الحريري وجماعة جنبلاط وجعجع وغيرهم، وللخروج من الازمة تقترح قوى الاقلية النيابية والاكثرية الشعبية والمكونة من حزب الله وامل وجماعة العماد ميشيل عون والحزب الشيوعي اللبناني وغيرهم احد خيارين، الاول، اقامة حكومة وحدة وطنية لبنانية بمشاركة مختلف الاطراف وبشكل يعكس حقيقة القوة الجماهيرية لكل تيار سياسي، وان حكومة السنيورة لم تعد شرعية، خاصة بعد انسحاب ستة وزراء منها ولا تمثل غالبية الشعب اللبناني. والخيار الثاني، الذهاب الى انتخابات نيابية جديدة مبكرة. والغالبية النيابية ترفض وبتأييد من السفير الامريكي في لبنان والادارة الامريكية هذين الخيارين المذكورين. وللضغط على حكومة السنيورة بهدف اقامة حكومة الوحدة الوطنية هددت القوى المعارضة لها، وخاصة حزب الله وامل وحلفاؤهما في هذه المعركة بالاحتكام الى الجماهير، الى شارع التظاهر الجماهيري الحاشد. ففي عزّ هذه الازمة السياسية جرت العملية الاجرامية باغتيال الوزير بيير الجميّل. ومن لهم مصلحة في اغتياله هم القوى المعارضة لحكومة الوحدة الوطنية، التي تعمل على مواصلة احتكار السلطة وخدمة المخططات التآمرية الامريكية على المصالح الحقيقية للشعب اللبناني. ولا نستبعد ان يكون اغتيال الجميّل في اطار مؤامرة سوداء امريكية- اسرائيلية- لبنانية من قوى القنّ الامريكي المدجّن.
ان محاولة سعد الحريري الصاق التهمة بالنظام السوري، ولو بشكل مبطّن، هي محاولة تضليلية سافرة لابعاد التهمة عن المجرمين الحقيقيين الذين ارتكبوا جريمة اغتيال الجميّل. فلسوريا التي يعمل نظامها على مواجهة الضغوطات الامريكية والاسهام في حل الازمة العراقية باخراج قوات الاحتلال الامريكي الغاشم من العراق، هذا النظام ليس له اية مصلحة في عملية الاغتيال، فعملية الاغتيال جاءت كخطوة مبرمجة لخلق البلبلة وتأجيج الصراع اللبناني- اللبناني.

الأربعاء 22/11/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع